المقالات

مقاهي الإلحاد في العراق

6666 2016-11-12

احمد حيدر الحسيناوي الإلحاد بمعناة العام هو عدم الايمان بوجود الله، و يدعي الملاحدة أن الكون وجد بلا خالق، وان المادة وجدت بذاتها نتيجة تفاعلات حدثت بالصدفة منذ الازل. شهدت السنوات القليلة الماضية، غرس هذه الفكرة الشيطانية، في عقول الكثير من الشباب العراق في الشوارع و مقاهي مدعية للعلم و الثقافة !. الإلحاد يحيل النفس الإنسانية الى رماد، بسب إنكار الملحدين للجانب الروحي، وإعتقادهم بأن الوعي إنعكاس للمادة، و يجعل من الأنسان وحش كاسر يهتك جميع الفضائل، التي ظلت تؤسس لها الأديان آلاف السنين. يمكن تمثيل نظرت الملحد الى العالم، كأن العالم مدينة ملاهي عملاقة مجانية، فتكون غايته هي تحقيق أقصى متعة، و أشباع رغباتة و غرائزه قبل الخروج من المدينة . وكما يقول المفكر الانجلزي جون لوك ( إذا كان كل أمل إنسان قاصراً على هذا العالم، و إذا كنا نستمتع بالحياة هنا في هذة الدنيا فحسب، فليس غريباً و لا مجافياً للمنطق أن نبحث عن السعادة، و لو على حساب الآباء و الأبناء ). الشيوعية بمفاصلها تقتطع أهم أسس وحيثيات الأديان، بكتبها الاربعة ومذاهبها كافة، وأسست معتقداتها لضرب عقيدة الأديان، ولعل الإسلام الواجهة الأكبر التي تتقاطع معها مفاهيم الشيوعية، مثلا في العراق الاسلام هو دين الدولة الرسمي، و مصدر أساس للتشريع هذا ما جاء في المادة الثانية من الدستور العراقي، ويعتبر الشعب العراقي بصورة عامة من الشعوب المتدينة و المحافظة على عادات الأجداد و السلف الصالح . لكن ما يثير الذهول، نرى هذه الأيام أماكن خاصة يجتمع فيها الملحدين علانية، و كتبهم تُباع على الأرصفة، بالأضافة لوجود عشرات الصفحات على مواقع التواصل الأجتماعي التي تروج الى الإلحاد، وهناك أسباب كثيرة، ساعدت بنسب متفاوتة بنمو ظاهرة الإلحاد، و لكن هناك أسباب جوهرية و عامة أدت الى أستفحال هذه الظاهرة وهي : ١- الخطاب الديني المتطرف، و ما يعقبة من تفجيرات للابرياء و قتل بالجملة على أساس ديني او طائفي، يضاف ألية وجود بعض الاحزاب الحاكمة، التي أتخذت الدين غطاء لسرقتها أموال الشعب، و فشلها في أدارة الدولة، مما أدى الى ردة فعل و أعراض عن الدين. ٢- أنعدام أو قلة الرصيد الديني و الثقافي، لمعظم الشباب، مما جعلهم في مهب الافكار اليسارية الخداعة. ٣-عمل واسع يقوم به الشيوعين و العلمانين، يركز على الشباب والناشئة بالدرجة الأساس من أجل المسقبل. ٤-حالة الأحباط و اليأس، وماتسببة من هزات كبيرة في نفسيات الشباب، بسبب الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية المزرية التي يعيشها اغلبهم. ٥- الآثار السلبية للعولمة والانفتاح التقني الكبير بشتى المجالات. الإلحاد ظاهرة تضرب في عمق الهوية الاسلامية للمجتمع العراقي و تدق ناقوس الخطر، لذلك يجب مكافحتها قبل فوات الأوان و وقوع المحضور، مما يحتم إنشاء مؤسسات رصينة للرد على شبهات، وأدعاءات االملحدين بطريقة علمية، وتحصين الشباب دينياً و ثقافياً، من خلال مناهج تدريسية فعالة، ودورات تثقفية و تنموية و هذة مسوؤلية الدولة ومنظمات المجتمع المدني. مسؤولية أيضاُ تقع على منابرالخطباء، من خلال أعداد بحوث عقائدية حول الخلق و التوحيد، و كشف زيف أدلة الملحدين، و كذلك توضيح الصورة الناصعة للدين الاسلامي، التي تلطخت بمفخخات الإرهاب و فساد المتأسلمين. اذا أمعنا النظر في حركة التاريخ، نرى أن كل خطوة يخطوها العراق بالأتجاة الصحيح، او تصدي لمعتدي خارجي، كان وقودها و قادتها هم المسلمين، و رجال الدين وأخصُ الشيعة منهم، و الشواهد كثيرة قد لا تبدأ بثورة العشرين و لا تنتهي بالحشد الشعبي، مما يدعوللقول أن كل تيار سياسي أو ايديولوجية، يتعارض جوهرهما مع الطابع الديني، الطاغي على معظم المجتمع العراقي، مقرر لها الفشل مسبقاً! والقضية مسألة وقت لاغير ذلك.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسنين
2016-11-12
مقال رائع و حصيف و اتى في وقته.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك