المقالات

نينوى وأحلام سلجوقية‎

1236 2016-11-03

محمد الشذر الدولة السلجوقية والتي اسست على يد سلالة السلاجقة، وهي سلسلة تركية تنحدر من قبيلة قنق، والتي تنتمي بدورها الى مجموعة اتراك الغز، والتي سيطرت على ايران وأفغانستان، ووسط آسيا وُصولاً إلى كاشغر في الشرق، فضلاً عن العراق والشام والأناضول غرباً وُصولاً إلى مشارف القسطنطينية.
الدولة السلجوقية والتي دخلت العراق، لتنتزعه من ايدي الدولة البويهية، بعد ان استنجد بهم الحاكم العباسي خوفا على مركزه، لتدخل العراق وتفرض سيطرتها عليه.
"التاريخ يعيد نفسه"، يبدوا ان هذا المثل الذي تتلاقفه الآذان كثيرا، لم يكن هواءا في شبك، بل كان حكاية تكرر نفسها، عبر تراكمات الازمنة السالفة، لتكون خبرة تنطبع على سفر تاريخ بني الانسان.
بعد سقوط كبريات مدن العراق، في حقبة المالكي المنصرمة، خرقت السيادة العراقية من جديد، ليدخل الجيش التركي الى عمق الاراضي العراقية، وبدون سابق انذار، او اي اتفاق مسبق مع حكومة البلد المستقل! ليعيد اسلاف السلاجقة ما يطمحون اليه في دواخلهم، من حب التمرد على الاخر، والاعتداء على اراضيه، ما ان تكون الفرص سانحة امامهم.
جوبه هذا التدخل السافر من قبل الحكومة العراقية بالرفض القاطع، وارتفعت الاصوات المنددة بهذا الاعتداء، سواء على الصعيد السياسي ام على الصعيد المجتمعي، ولكن هذا التصعيد والتوتر الذي حصل بين البلدين، وخصوصا سلسلة الخطابات الرنانة من الجانب العراقي، سرعان ما غابت، واصابها الخمول لتصل الى حد الضياع فيما بعد! كما هو الحال في كثير من القضايا المصيرية، التي تخص البلد والتي سرعان ما تأخذ مساحة من الواقع ثم لا تلبث ان تنتهي بفترة وجيزة!.
تقدم القطاعات العسكرية للجيش العراقي، والحشد الشعبي، والانتصارات المتوالية لهم بعد اعلان معركة التحرير، ودق ساعة الصفر لتحرير الموصل، ادخل الجيش التركي في واقعية الاحداث بعد ان كان يعيش في وهم الخيال، ظانا انه يستطيع التحرك والمشاركة في معارك التحرير، ليضمن سيادة اراضيه كما يدعي رجب طيب اروغان، مبررا تواجد قواته في اراضي غيره.
اصرار الحكومة العراقية؛ على عدم اشراك اي قوة برية في معارك التحرير، غير الجيش وقوات البشمركة، وفصائل الحشد الشعبي، جعل الجيش التركي المتواجد على الاراضي العراقية، يدخل في دوامة صراعات وتجاذبات، من قادته في انقرة وسفرائه، ليستفيق على محاصرة قطاعات الجيش العراقي له من جميع الجهات في اماكن تواجده في معسكر "زليخان".
احمد الاسدي الناطق بأسم هيئة الحشد الشعبي، وبعد تصريحه بأن القوات العراقية، تحاصر الجيش التركي في معسكر زليخان؛ من جميع الجهات، رسالة تأكيد للقوات المتواجدة هناك منذ سقوط الموصل، والتي ربما تملك 25-20  دبابة، وعدد من الجنود لا يضاهي بأس داعش، في القتال والفضاء المفتوح، ولكن مصيره انعدام السبل للهروب الى سوريا.
سيبقى التساؤل واضحا، هل سيضغط العراق على تركيا لسحب جيشها دون خسائر؟ ام ستؤثر اراضي المعارك سلبا؛ لتدفع الجانبين لاشعال فتيل الازمات مرة اخرى؟ خصوصا وان الجانب العراقي بات اكثر سيطرة من ذي قبل.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك