المقالات

ممحاة للاحداث / بقلم : المهندسة بغداد


مر اليوم  بكل ما يحمل من أسى ، مر وسرد كل ما حدث ، مر وشعل في القلب نارا مستعرة ، مر والكل يهتف يا حسين والكل يخدم والكل مشدود للحدث حتى يتمنى الانسان فعلا ان يكون كل يوم عاشوراء ليبقى ذلك الاتحاد والتأخي والتلاحم.

عرض قراء المقتل علينا لوحة الطف الدامي  فصرت اتأمل تلك اللوحة حتى  قدح في ذهني سؤال  يا ترى لو قدر لنا ان نمتلك  ممحاة  بها نستطيع ان نمحي مقطعا او صورة او شيء مادي من تلك اللوحة فماذا كنا لنمحي ؟

أنمحي محتوى رسائل الكوفيين الى سيد الشهداء؟

أنمحي محتوى رسالة مسلم ابن عقيل عليه السلام لامامه  التي بين بها مبايعة الكوفيين قبل غدرهم به ؟.

أنمحي  وجود السيوف في تلك المعركة ؟

أنمحي  لحظة  توجه فرس علي الاكبر عليه السلام الى معسكر الاعداء ؟

أنمحي  تلك النخلة التي كمن خلفها الطفيل ليقطع يد الكرم ؟

انمحي احتزاز الرؤوس ؟

أنمحي  الابصار عن عيني حرملة ؟

أنمحي  العطش وقصة القربة وحوافر الخيل  ؟

أم هل نمحي وجود النار وحرق الخيم والسرقة  ؟

أم ان الاسواط هي الاولى بالمحي  ؟

لوحة الطف لا تحتاج الى ان يمحى منها شيء  لانها لوحة رسمت برضى الله عز وجل  ظهر فيها جمال  والوان في مساحة صغيرة وسط سواد وغدر وقسوة  لوحة نطقت على مر الدهور وحاكت ضميرنا الذي هو اولى بان تنمحي في داخله  كل ما لا يتلائم  والتضحيات التي قدمها الحسين عليه السلام  فبرغم ادعائنا باننا لا نتحمل سرد احداث الطف التي ورد فيها كل ما هو فضيع وشنيع من قبل الاعداء حتى انهم لم يراعوا حرمة الجثث وسرقوها وقطعوها في منظر وحشي  يصعب تصوره  وبعد كل هذه الضريبة التي دفعها الهاشميون وانصارهم ليصلنا الدين الحق نستهين بالحجاب ونستهين  بالحياء والاخلاق  نكذب ونغش ونستغيب  ثم نصدم من اللوحة وما فيها ؟!!  اللهم بحق تلك اللوحة الدامية وفقنا للسير في طريق الحق  ووضع تضحية الحسين عليه السلام واهل بيته نصب اعيننا في كل لحظة علنا نفرح قلب ولده الغائب  الناظر بعين اليقين لتلك اللوحة الدامية والتي اعتصرت قلبنا ونحن في اجواء التصور! .

ساعد الله قلب الامام القائم عليه السلام في هذه الليلة ولاربعين ليلة قادمة يرقب فيها قافلة الحسين  بيد الاعداء يرقب فيها سبي عمته وعيال جده ، واسأل الله التوفيق لكل الشباب المعزين والذين يمسحون جزءا من الاسى عن قلب امامهم  وهو يطلع على قلوب محبة للحسين  اللهم وارزقنا الطاعة لائئمتنا  مضافا للحب الذي نكنه لهم واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد واله الغر الميامين .

المهندسة بغداد

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك