المقالات

صالح البخاتي..عندما يأتي الليل

3836 2016-08-25

 زيد شحاثة

رغم أن والدي انتقل إلى رحمة ربه, وأنا في أوائل الثلاثينيات من العمر, وهو عمر متقدم نسبيا, وربما أكون قد تجاوزت مرحلة حاجتي المادية له, إلا من نصيحة يقدمها, أو حكمة أتعلمها منه, إلا أني ولغاية هذه اللحظات, لازلت أتذكر الساعات المؤلمة, عندما إنتهت أيام العزاء, وذهب المعزون, والأحبة والأقارب, عندها بقيت وحدي وذكرياتي معه.. كانت تلك أسوء اللحظات.

رغم وجود والدتي أطال ربي عمرها بكل عافية وخير, ولأني كنت الأصغر بين إخوتي, رغم عمري.. وكوني غير متزوج حينها, فقد رعتني بشكل مبالغ فيه, يخفف أي مشاعر حزن, أو وحدة وغربة داخلية, لكن تلك اللحظات.. بقيت محفورة في الذاكرة, خصوصا عندما يجن الليل.. وأه من الليل.

رغم مرور أكثر من خمسة عشر سنة على رحيله, كانت تقفز الذكريات أمامي, مع كل خبرو صورة لشهيد, تنشر هنا أو هناك, في مواقع التواصل الإجتماعي والصحف.

رغم الإهتمام الذي رافق استشهاد المجاهد الكبير السيد صالح البخاتي, وهو نموذج فريد ومتميز, من قادة الحشد الشعبي, وما رافقه من نشر لسيرته الجهادية, وإحتفالات تأبينية, وتمجيد ببطولاته, منذ قتاله ضد نظام الطاغية, والعمل الجهادي في الأهوار, وحتى شهادته مؤخرا.. وما يمكن أن تقدمه, الجهة التي ينتمي إليها, إلى عائلته من دعم, أو راتب تقاعدي لأسرته, لكن عندما تستيقظ أبنته الصغيرة "زينب" ليلا, مرعوبة من كابوس او حلم, ولا تجد أباها جوارها.. هل سيعوضها كل ذلك عن وجود أبيها؟ من سيكون موجودا ان احتاجوا ولي أمرها؟ او يوم تخرجها؟ ماذا عن عرسها؟!

من قال ان الحرب جميلة؟! ومن قال أن الثمن الذي سندفعه ليس باهضا؟! ومن قال ان خسارة رجال مثل السيد البخاتي, وغيره العشرات سهلة؟!

عندما تهدأ الزحمة, ويخف صخب المعارك ويخبو, عندها فقط, سيعرف أبناء وأسر الشهداء, كالسيد البخاتي وأماله, أنهم هم أصحاب النصر الحقيقي, وأنهم وحدهم فقط, من يملكون حق أن يرفعوا رؤوسهم عاليا.

 

لأنهم هم من دفعوا ثمنه نقدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك