المقالات

قبل البحث في موضوع الإصلاح..!|قاسم العجرش

2341 2016-07-28

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

المشهد السياسي العراقي منقسم الى جبهتين، الأولى تلك الماسكة بزمام الأمور، لكن الواقع يقول أنها تمسك الأمور بيد مرتعشة، فضلا عن أنها لا تعرف ماذا تمسك، والجبهة الثانية تنادي بالإصلاح، لكنها لم تحدد مالذي يجب إصلاحه، وما هي أدواتها في الإصلاح؟!

لقد كان من المؤمل أن يكون التوافق السياسي، الذي تشكلت بموجبه الحكومة الحالية، وسيلة لتقديم واقعاً جديداً ننفتح فيه على المستقبل، واقع شركاء تنمية وفعل حضاري، وتوافق لا يمكن فيه لاي من الفريقين المتخاصمين حاليا،ان يمضي وحده في تحمل مهام الوطن، فيما الاخر مقصياً وملغياً.

كان الأمل لان يتطور وضعنا السياسي، إلى مستوى يحقق شراكة وطنية متجانسة، متناغمة بين الفعاليات السياسية الأخرى؛ وهو امر بلا شك سيعزز من الجبهة الوطنية الداخلية، ويبعث الامل لدى الجماهير، بان ثمة قادم، يحقق فرص تنمية شاملة مبنية على الشراكة الوطنية.

الشراكة الوطنية الحقيقية؛ يفترض أن تبنى على واقع فهم بعد المؤامرة التي نتعرض لها، شراكة لا مناص فيها من المواجهة الموحدة، ضد اعداء العراق الجديد في الخارج، او اذنابهم في الداخل، وتفترض الشراكة الحقيقية أيضا، عملا متناغما معبرلا عن الروح الجماعية، كطريق لإنقاذ العراق من المشاريع النكوصية التآمرية، وكوسيلة لتجاوز الانقسامات، التي تشهدها الساحة السياسية العر اقية اليوم.

ان أمام القوى الواعية المسؤولة؛ التي تصدت لعملية التحول الديمقراطي متبنى ومعنى، تحديات كثيرة وكبرى، ومالم تترك تلك القوى خلافاتها البينية جانبا، فإنها ستخوض معركة التحدي بأرجل عرجاء.

 إن النقد الموضوعي البناء، ومراجعة المسيرة أمران ضروريان، للمضي قدما الى أمام في الاصلاحات الأدارية والسياسية والأقتصادية، دونما نزوع اناني، واقصاء للاخرن، واذا كان واقعنا يعاني من سلسلة من التداعيات الإنهيارية، وتتاري الأزمات في السياسة والاقتصاد الوطني، وفوضى الادارة، وغياب التخطيط السليم؛ فان الخروج من هذا المأزق، يكمن في تقديم معالجات منهجية مبنية، على معرفة دقيقة بالامكانيات المادية والبشرية، واستثمارها في الاتجاه الصحيح.

في هذا المقام؛ يتعين علينا أولا تحديد اولويات البنى التحتية، والخروج من الإقتصاد الريعي، المعتمد على النفط بالدرجة الاساس، والعمل على  تنوع مصادر الدخل القومي، وتمتينها بجبهة وطنية متماسكة.

 يكون السلم الاجتماعي والاستقرار هو عماد التنمية ومدماكها القوي، ولن يكون هناك معنى للاستقرار، بدون نقد الذات قبل نقد الاخر، وطرح قضايا الوطن ذات الاولوية، والحوار المسؤول والبناء، المبني على احترام الاخر والثقة المتبادلة، وافتراض حسن النية، بعيداً عن التعصبات وضيق الرؤية.

كلام قبل السلام: لغة الاقصاء والتحدي والمواجهة المتصلبة، أمراض أصيبت بها الكتلتين المتخاصمتين، ويعتين عليهما معا ،البحث عن العلاج الذاتي بنقد الذات أولا ، قبل البحث في موضوع الإصلاح..!

سلام....

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك