المقالات

في ذكرى رحيل السيد عبد العزيز نستذكر جهاده وإيثاره

1529 2016-06-11

قد لا يعرف الناس قدر قادتهم، إلا بعد رحيلهم، ومن هؤلاء القادة، السيد عبد العزيز الحكيم، فقد تعرض إلى ظلم كبير، وحربا إعلامية من قبل أعدائه البعثيين، ومن بعض الجهلة.

في تلك الأـيام كان أحد الشباب، في حينا كثيرا السباب، للسيد عبد العزيز الحكيم، حتى كان يسخر من السيد في مرضه، حين تغير شكله، وتساقط شعره بفعل العلاج، وينعته بألفاظ لا يمكن ذكرها، ثم إنتقل السيد إلى جوار ربه، وبعد أشهر وبشكل مفاجئ، أصيب هذا الشاب، بعجز كلوي في كليتيه، وعانى من المرض أسابيع، حتى صار كالهيكل العظمي، شاهدته ينام وهو جالس، لا يستطيع الإستلقاء على ظهره، إلا أن توفي، وهنا علينا أن نتعظ، فالسعيد من وعظ بغيره.

السيد الحكيم من ذلك البيت المجاهد، قدم عشرات الشهداء، والمعذبين في السجون، وكان من المقربين، للسيد محمد باقر الصدر، وترأس حركة مجاهدي الثورة الإسلامية، التي قامت بعمليات جهادية، ضد صدام في الثمانينات. 

وقبل سقوط صدام، كان السيد الراحل، الممثل السياسي لأخيه السيد محمد باقر الحكيم، ومثله في عدة مؤتمرات للمعارضة العراقية، وبعد سقوط صدام، تحمل السيد الراحل المسؤولية السياسية، وإنتهاج الوسائل السلمية، مع القوات المحتلة، التي أسقطت أعتى دكتاتورية عرفها العراق، وعدم إنهاك الشعب، في حروب قد تكون في غير مصلحته، وعدم تكرار المعادلة الظالمة، التي حكمت العراق منذ مئات السنين، إذ الأقلية تحكم وتضطهد الأكثرية، ولكي لا تتكر تجربة ثورة العشرين.

كان السيد شديد الحرص، على حقوق المكون الشيعي، مع حفظ حقوق جميع المكونات، فترأس التحالف العراقي الموحد، في أيامه الذهبية، فدعا إلى إشراك جميع المكونات، والطوائف في حكم العراق، يوم كان التحالف الوطني، بإستطاعته تشكيل حكومة لوحده؛ لأنه كان يمتلك الغالبية العددية، فكانت المصلحة الوطنية، تقتضي إشراك الجميع.

ساهم السيد الحكيم، في توحيد وجمع شتات الأحزاب الشيعية، في كتلة واحدة، وفي المواسم الإنتخابية، كان السيد يجوب محافظات العراق، وقد بح صوته للترويج للتحالف، في حين الأحزاب الشيعية الأخرى، أخذت حصصها في التحالف، بالتساوي مع المجلس الأعلى، بل البعض أخذ أكثر من حصته، ولم يبذلوا جهدا في الترويج، لأنفسهم إذ كانت القائمة مغلقة

لم يتمسك المجلس الأعلى، في ذلك الوقت، بمنصب رئاسة الوزراء، يوم كانوا يملكون الشارع، ولديهم تسع محافظات، فتنازلوا لحزب الدعوة، حفاظا على وحدة المكون الشيعي، وقدم السيد الحكيم، نوري المالكي لرئاسة الوزراء، وسحب ترشيح السيد عادل عبد المهدي.

كان السيد في أيامه الأخيره، وعينه على وحدة التحالف الوطني، يتابع ويسأل وهو في تلك الحالة الصعبة، فأنتقل إلى جوار ربه، مجاهدا مظلوما صابرا، على كره البعيد، وجفوة القريب، وشماتة العدو، وحسد المنافسين، وكيد الكائدين، فسلم الراية إلى نجله السيد عمار الحكيم، فكان خير خلف لخير سلف، متحملا ذلك الطريق، الصعب الموحش، وهو طريق الحق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك