المقالات

في ذكرى رحيل السيد عبد العزيز نستذكر جهاده وإيثاره

1378 20:47:58 2016-06-11

قد لا يعرف الناس قدر قادتهم، إلا بعد رحيلهم، ومن هؤلاء القادة، السيد عبد العزيز الحكيم، فقد تعرض إلى ظلم كبير، وحربا إعلامية من قبل أعدائه البعثيين، ومن بعض الجهلة.

في تلك الأـيام كان أحد الشباب، في حينا كثيرا السباب، للسيد عبد العزيز الحكيم، حتى كان يسخر من السيد في مرضه، حين تغير شكله، وتساقط شعره بفعل العلاج، وينعته بألفاظ لا يمكن ذكرها، ثم إنتقل السيد إلى جوار ربه، وبعد أشهر وبشكل مفاجئ، أصيب هذا الشاب، بعجز كلوي في كليتيه، وعانى من المرض أسابيع، حتى صار كالهيكل العظمي، شاهدته ينام وهو جالس، لا يستطيع الإستلقاء على ظهره، إلا أن توفي، وهنا علينا أن نتعظ، فالسعيد من وعظ بغيره.

السيد الحكيم من ذلك البيت المجاهد، قدم عشرات الشهداء، والمعذبين في السجون، وكان من المقربين، للسيد محمد باقر الصدر، وترأس حركة مجاهدي الثورة الإسلامية، التي قامت بعمليات جهادية، ضد صدام في الثمانينات. 

وقبل سقوط صدام، كان السيد الراحل، الممثل السياسي لأخيه السيد محمد باقر الحكيم، ومثله في عدة مؤتمرات للمعارضة العراقية، وبعد سقوط صدام، تحمل السيد الراحل المسؤولية السياسية، وإنتهاج الوسائل السلمية، مع القوات المحتلة، التي أسقطت أعتى دكتاتورية عرفها العراق، وعدم إنهاك الشعب، في حروب قد تكون في غير مصلحته، وعدم تكرار المعادلة الظالمة، التي حكمت العراق منذ مئات السنين، إذ الأقلية تحكم وتضطهد الأكثرية، ولكي لا تتكر تجربة ثورة العشرين.

كان السيد شديد الحرص، على حقوق المكون الشيعي، مع حفظ حقوق جميع المكونات، فترأس التحالف العراقي الموحد، في أيامه الذهبية، فدعا إلى إشراك جميع المكونات، والطوائف في حكم العراق، يوم كان التحالف الوطني، بإستطاعته تشكيل حكومة لوحده؛ لأنه كان يمتلك الغالبية العددية، فكانت المصلحة الوطنية، تقتضي إشراك الجميع.

ساهم السيد الحكيم، في توحيد وجمع شتات الأحزاب الشيعية، في كتلة واحدة، وفي المواسم الإنتخابية، كان السيد يجوب محافظات العراق، وقد بح صوته للترويج للتحالف، في حين الأحزاب الشيعية الأخرى، أخذت حصصها في التحالف، بالتساوي مع المجلس الأعلى، بل البعض أخذ أكثر من حصته، ولم يبذلوا جهدا في الترويج، لأنفسهم إذ كانت القائمة مغلقة

لم يتمسك المجلس الأعلى، في ذلك الوقت، بمنصب رئاسة الوزراء، يوم كانوا يملكون الشارع، ولديهم تسع محافظات، فتنازلوا لحزب الدعوة، حفاظا على وحدة المكون الشيعي، وقدم السيد الحكيم، نوري المالكي لرئاسة الوزراء، وسحب ترشيح السيد عادل عبد المهدي.

كان السيد في أيامه الأخيره، وعينه على وحدة التحالف الوطني، يتابع ويسأل وهو في تلك الحالة الصعبة، فأنتقل إلى جوار ربه، مجاهدا مظلوما صابرا، على كره البعيد، وجفوة القريب، وشماتة العدو، وحسد المنافسين، وكيد الكائدين، فسلم الراية إلى نجله السيد عمار الحكيم، فكان خير خلف لخير سلف، متحملا ذلك الطريق، الصعب الموحش، وهو طريق الحق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك