المقالات

مصير الذين حكمونا منذ 2003 ولغاية اليوم؟! / قاسم العجرش

1854 09:32:16 2016-03-23

قاسم العجرش

    الشارع العراقي مزدحم بالقادة، وأي منا يتصور أن بإمكانه، قيادة العراق الى شواطيء الأمان، ولذلك يتردد على شفاهنا كثيرا، مقطع "لو كان الأمر بيدي، لفعلت كذا وكذا"، وهذا يعني ان قائله يتوسم بنفسه صفات القيادة.

الأسلام يطرح إنموذجا للقيادة،، مبنيا على منطلقات قرآنية، وعلى ماضينا وتراثنا، لصياغة نظرية محكمة للقيادة، تقدم الأنموذج التفويضي، المبني أساسا على نظرية الاستخلاف، التي تمثل جوهر فهم الإسلام لكيفية الحكم.

نظرية الإستخلاف تقول: أن الحاكمية له تعالى، وأن البشر مستخلفين؛ في تسيير الموارد البشرية والطبيعية، التي "إورثها" العلي القدير لهم: "وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ".

لا بد لنا أيضا؛ من ملاحظة النص التحفيزي، الذي تركه فينا رسولنا الأكرم، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ".

كل ذلك يؤدي الى توصيف محكم للمسؤولية، يفضي الى بناء نمط قيادي قائم على التفويض، وعلى حسن الرعاية، فلا تفويض بلا ضمان رعاية حسنة، لتصبح المسؤولية عقدا أخلاقيا، منوطا بحسن الأداء.

من يثبت بالتجربة أن أداءه حسن؛ يستحق التفويض، ومن لا يقدم نموذجا صالحا بالأداء، يسحب منه التفويض، ولا تكرر تجربة التفويض معه، إذ أنه فقد فرصته بسوء عمله ورداءة أداءه.

تفويض المسؤولية وفقا للمقياس الآنف، يُعَدُ من أرقى التفويضات التي عرفتها البشرية، فلا تاريخ الفرد ولا تدينه، ولا أصله أو نسبه، ولا حتى  قناعاته الشخصية، بأمور تكفي لإناطة المسؤولية به.

نعم إنها عناصر في المشهد، الذي يتيح للمكلفين "بكسر اللام"، توفير قاعدة بيانات، تؤمن لهم قناعات سليمة، تؤدي بهم؛ الى  تكليف المكلفين "بفتح اللام"، بالمسؤوليات التي يبغونها منهم.

 في نهاية الأمر يبقى حسن الأداء؛ هو المعيار النهائي في تفويض المسؤولية، أما صورة مرشح الأنتخابات؛ واقفا أو جالسا، مبتسما أو عبوسا، ببدلة أم بقميص، بخارطة العراق أم بعلمه، بربطة عنق أم بدونها، مع رئيس كتلته أو بدونها، كلها من متطلبات "مكياج" تجميل صورته في عينه هو، لا في عيون الناخبين، وغالبا ما تقدم هذه الدعاية الجدرانية؛ نتائج عكسية، فقد أزدحم مجال الرؤية أمام المتلقي، ولم يعد يرى غير ألوان، أما التفاصيل فلا يهتم بها.

الصحيح هو أن ننظر في ما قدموه، وما قدمه التنظيم السياسي الذي ينتمون اليه، ونضعه في الميزان القرآني.

 فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ..وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ نَارٌ حَامِيَةٌ!

كلام قبل السلام: جل في علاه؛ يدلنا على مصير الذين حكمونا منذ 2003 ولغاية اليوم، فقد خفت موازينهم:{وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ* تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ*!

 سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك