المقالات

قصة التحالف السني اليساري؟! / قاسم العجرش

1709 08:51:18 2016-03-03

قاسم العجرش

 فيما خلا الاستبداد وثقافته، وما سيخلفه من مشكلات، فإن الاختلاف مسألة طبيعية بين البشر، وأن لا نختلف هو ما ليس طبيعي!

حينما نركن الى العقل نتفهم بيسر، أن ثمة مسوغات متوفرة دوما للاختلاف، وهي على الأغلب؛ مسوغات شرعية أو عقلية، أو معرفية أو ثقافية أو بيئية؛ وأكثرها بروزا هي المسوغات السياسية، وحينما نفزع في تعليل أخلافاتنا، الى تبريرات تقع خارج التسويغ العقلاني، ندخل فورا في خانة الاستبداد وثقافته.

في تناغم غريب وممنهج يطرح هذه الأيام؛ بين القوى السياسية السنية، والقوى السياسية الليبرالية، وما يسمى بالمجتمع المدني، نقرأ ونسمع عن تعليلات وسياقات المؤامرة والخيانة، والعمالة والارتباط بالأجنبي، التي أعتادت القوى السنية إطلاقها على الشيعة، وقواهم السياسية، والبلادة والحماقة، والجمود والرجعية، وغيرها من سياقات حادة، تلك التي أعتادت القوى اليسارية والليبرالية، إطلاقها أيضا على القوى الإسلامية السياسية.

ذلك يعبر بوضوح كاف، أن القوى السياسية السنية، تعمل على إحراق المراكب خلفها، ولا يشينها أو يهمها، أن تتقطع حبال الشراكة، مع أبناء الوطن الواحد، من الشيعة وقواهم السياسية، خصوصا تلك التي لها أذرع مجاهدة، تذود عن حياض الوطن، وتحارب بإيثار فريد، من أجل تحرير المناطق السنية، التي قدمها ساستها بسخاء الى العدو الداعشي.

القوى السياسية اليسارية والليبرالية، ومعها ما يطلق عليه بالمجتمع المتمدين، وضعوا بيضاتهم بسلال الغرب وسفاراته، وها هم قد تحولوا الى أدوات رخيصة مكشوفة، تنفذ التعليمات وتقبض الثمن، ولا تعوزنا الأدلة، ولو شاءوا أن نطرحها على الملأ، بالصوت والصورة والإيصالات، وعندها سيكبون على مناخرهم!

إن الهجمات الإعلامية المنسقة، على الشيعة ومرجعياتهم الدينية، وقواهم السياسية، وقياداتهم الجهادية، لن تؤدي إلا الى مزيد من التفكك المجتمعي، وما يعقبه من مشكلات تبدأ ولا تنتهي، كما يؤدي بمطلقيها، إلا الى الاستبداد في الموقف، وهو من أشد أمراض المجتمع، ويكون على أشده في الحالة السياسية، لما له من آثار وتأثيرات متعددة، وفي مختلف الاتجاهات.

الخلاف ظاهرة إنسانية قديمة، موجودة في كل زمان ومكان، وهو حال كثير من الجماعات على امتداد التاريخ البشري..لكننا تفردنا عن كل البشر، بعمق ما يحث هنا خاصة في السنوات الأخيرة، من إتباع الأهواء الشخصية، واعتداد وتزمت عجيبين بالرأي، وعدم قبول الرأي الآخر، ويتحول ذلك في مرحلة ثانية إلى التقاتل والتراشق، والتنازع والتخاصم على كل شيء، حتى على الصغائر..

لقد أضرت الخلافات ببلدنا، وأحدثت شروخا عميقة ،في وجدان الوطن والمواطن، وبتنا ذاهلين لانعرف من نحن..!

كلام قبل السلام:

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك