المقالات

مغناطيسية كربلاء.. تجذب قلوب البشر/ سيف اكثم المظفر

2567 2015-12-01

سيف أكثم المظفر
عندما نتحدث عن كربلاء، تحلق في أفاق مخيلتنا، تلك الإحداث الدامية، جسد صريع، كف هنا، رأس على الرمح طويل، إصبع مقطوع، أشلاء شباب، أطفال يتصارخون، جوع عطش، قربة يخترقها سهم، عمود ملطخ بالدماء، كف مع راية لم تسقط، ثم عبرة ودمعة، وتختمها ب"حبيبي يا حسين" تلك الصرخة التي أعلنتها بطلة كربلاء، زينب الكبرى(عليها السلام)، حتى صارت لغة العالم، من كل الجنسيات.
تنبع من أعماق القلوب، وتصدح بها الحناجر، معلنة شهر العشق الحسيني، ممزوج بدم الحرية، وأصبحت مصداق قراني،"فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون" سيل وأمواج بشرية، تصب في كربلاء، وهي تقطع ألاف الأمتار مشيا على أقدامها، بفعالية تختلف عن كل مرثونات العالم.
عندما تشاهد تلك الجموع، وهي تزحف عشقا، نحو قبلة العاشقين، ستنطق العين بحروف متلألئة، تخط على الوجنات، نحن عشاق المظلوم، كلما تقدمت خطوات، يعتلي شرف الخدمة كل الطقوس، وتعجز السن عن الوصف، تظهر في أعلى الجمجمة، علامة استفهام بحجم كبير، من الذي أوحى لكم كي تجتمعوا؟ كيف تركتم كل ما تملكون؟ من المنظم ل هكذا فعالية عظيمة؟ من المنسق؟ من المشرف؟ من أين التمويل؟...
هي إرادة السماء، لإمام القلوب، ترخص له الدماء والأرواح، ومع هذه الأعداد المليونية، تسموا النفوس وتعلوا عن حدود الطبيعة، فلا نزاع ولا جدال ولا خلاف، يحاط كل شخص بهالة الأخلاق، وللتواضع الحصة الكبرى، وتختفي كل الطبقات، ليبقى عنوان الجميع "لزوار أبا الأحرار" يقابلها عنوان الشرف ما بعده شرف " خدام الحسين(عليه السلام)" .
إن كل ما يكتب، هو قطرة من الفيض الحسيني، الذي اجتاز كل الحدود، واسقط كل النظريات، فكان إحدى تطبيقاته، السفر عبر الزمن، الذي امتد لأكثر من إلف وأربعمائة عام، تسير نحوه الأرواح، ودحض قانون النسبية على يده، فلواحد؛ يجن بعشقه الملاين، حتى جاذبية نيوتن وقوانينه، عجزت عن تفسير قوة جذب كربلاء، فلم يجتمع لأحد في العالم، مثل ما اجتمعوا على حب الحسين (عليه أفضل الصلاة والسلام).
كانت وما زالت كربلاء مدرسة الإنسانية، تسير بالإنسان إلى الكمال والتكامل، وتعمل على تفعيل جانب الخير، في نظام السلوك الإنساني، كي يتحلى بالمنظومة الأخلاقية المحمدية الأصيلة، التي إرادتها السماء، وأكدتها الكتب السماوية، التي تؤهل البشر للعيش في الجنان، وهذا ما جاء به القران الكريم، وأكد عليه النبي المصطفى واله الأطهار(عليم أفضل الصلوات وأتم التسليم)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك