المقالات

حزب الدعوة وشهداء الحشد الشعبي

1604 2015-11-20

للشهادة شرطها التي وضعها الشارع المقدس، ابرز هذه الشرائط؛ أن تكون تحت مظلة شرعية واضحة. 

الحشد الشعبي تشكل بموجب فتوى المرجعية العليا، مما اكسبه شرعية دينية، تلاها تشكيل هيئة الحشد الشعبي، ليكتسب شرعيته القانونية، كذلك تشكل الحشد الشعبي من الطيف العراقي بأجمعه، ليضيف لشرعيته صبغة وطنية، عززت بإنجازات في الميدان، غيرت المعادلة على الأرض بشكل كامل. 
كان العراق بين محتل بشكل كامل، كما في محافظات شمال وغرب العراق، إضافة لبغداد التي كانت محاطة بشكل كامل بالدواعش، إضافة لخلاياه التي تعبث بوسط بغداد، وبين مهدد بالاحتلال كما في كربلاء المقدسة والحلة، خاصة وان الجيش العراقي وقوات وزارة الداخلية كانت تعيش حالة من الإحباط والانكسار، بسبب الفساد الذي ضرب المؤسسة الأمنية، وخيانة القادة الميدانيين.

هذا الواقع كان بسبب فشل وسوء إدارة الأمين العام لحزب الدعوة، الذي كان يشغل منصب القائد العام للقوات المسلحة، واعتمد على من تبقى من أذناب البعث الصدامي، الذي قتلوا مئات الألوف من الشباب العراقي، أيام تسلطهم على رقاب أبناء البلد، ممن يدعي الدعاة اليوم أنهم أولياء دمهم، في معادلة غريبة، ولي الدم وتقرب وتسلط من سفك الدم! 

اليوم حيث يناقش البرلمان قانون مؤسسة الشهداء، يقف الدعاة بوجه شمول شهداء الحشد الشعبي بقانون المؤسسة، " حفاظا على الحالة المعنوية لضحايا البعث الصدامي"! الذي نكرر أن معظم من تبقى منهم اليوم، جزء من حزب الدعوة ومنظومة الدولة التي يقودها! 
هذا الموقف غير مستغرب من مجموعة مشبوهة، صادرات ضحايا شعب لعقد من الزمن، بتعاون نظام البعث الصدامي، الذي حول حتى الشيوعيين والبعثيين، وكل من عارضة إلى داعية، بعد إعدامه، ليمهد لمن دس في جسد المعارضة العراقية في حينها، ليعود اليوم ويدعي الجهاد والمعارضة والانتماء لحزب الدعوة، الذي يعرف الجميع انه تشرذم، بعد أن تخلص بالتعاون مع الاستكبار الأمريكي والبريطاني من الشهيد محمد باقر الصدر، أن معارضتهم لإضافة شهداء الحشد، الذي يعادلوا أن لم يتفوقوا على ضحايا البعث ألصدامي، إلى مؤسسة الشهداء، له أكثر من مغزى، أبرزها عدائهم المستديم للمرجعية الدينية، ولكل مجاهد مخلص وصادق مع ربه. 

سكوت مراجع ورجال دين مقربين للدعوة كالسيد الشهرودي والحائري والكاظمي، وخطباء المنبر الشيخ الإبراهيمي والفالي والحسناوي، كذلك سكوت من يدعون أنهم قادة للحشد؛ كالعامري والمهندس والخزعلي وغيرهم، يثير تساؤلات مشروعة، هؤلاء السادة ملئوا الإعلام ضجيج على مخصصات الحشد في الموازنة، لكنهم صمتوا صمت الأموات عن المطالبة بحقوق الشهداء، واستهتار حزب الدعوة بها. 
هل هذا الموقف كرامة للامين العام للحزب الذي باع البلد لداعش، وحول العراق إلى بركة دم، من سبايكر إلى قوافل شهداء الحشد الشعبي، والأبرياء من أبناء المدن المحتلة. 

أن السكوت على ممارسات الدعوة وأساليبهم خيانة كبرى، لا تمحوها وسائل الإعلام والأفلام والصور التي تبث لغرض استغفال الناس، أما التحالف مع من خان الدين والوطن منذ عقود من الزمن ومازال، فهو تجرد عن الإنسانية والمرؤة والأخلاق...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك