المقالات

خيوط الصراع في الوسط السني؟! / قاسم العجرش

2101 2015-10-04

 قاسم العجرش

ثمة ظاهرة فاشية في الوسط السياسي، الذي يتصدى لتمثيل السنة في العراق، هذه الظاهرة تتمثل في أنه ما إن يتعرض سياسي من الساسة السنة الى نقد ما، أما لأداءه عندما يكون في المواقع التنفيذية للدولة، أو لتصرفاته السياسية الخارجة عن المألوف، إلا وتأتي البيانات وهي تندد بمن ينتقد، وبين طيات تلك البيانات؛ تتقافز مقاطع مثل: "عدم السماح بإستهداف الرموز الوطنية"..وكأن أي سياسي سني، رمز وطني لا يجوز التعرض له أو المساس به، فما خلفية هذه الظاهرة؟!

بالحقيقة أنه لاشك أن ما تدور رحاه اليوم في بلدنا، لا يمكن أدراجه في ضمن توصيفات الديمقراطية وبنائها، فبإسقاطه على تجارب من سبقونا بالعمل الديمقراطي في أمم أخرى، نجد أننا قد سلكنا مذهبا في العمل السياسي، يمكن تسميته بأستبداد الأقليات الديمقراطي..

أدواته هذا الإستبداد تتمثل بالأحتكام الى الشارع، لحل المشكلات ونيل المطالب، والتظاهرات والإحتجاجات الراهنة مصداق لذلك.

الأقليات لدينا، وأعني بالأقليات بكل تنوعاتها، المكوناتية والدينية والمذهبية والطائفية والسياسية، نالت حظوظا من التمثيل في مؤسسات الدولة وتشعباتها، أكثر من إستحقاقاتها، ما مكنها من أن تهيمن على الفعل السياسي، وبل وتصادر قرار الأغلبية..!

لقد قفزت الأقليات عندنا؛ من القبول بتوصيفها على أسس عددية، أو وفقا لكمها الجمعي، بل هي لا تقبل إلا بالتوصيف المكوناتي، وترفض أسم الأقلية وتتمسك بتسمية المكون، كي تقف على قدم وساق، وعلى مساحة تشبه بالضبط ،المساحة التي تقف عليها الأكثرية..!

الحال إننا في وضع غريب، تقف فيه الأقليات؛ ليس على الحجر الذي تحت أقدامها، بل هي فعلا تقف على أحجار لا تمتلكها أصلا، وهي أما أحجار الأغلبية، وهذا على الأعم الأغلب، أو أحجار بعضها بعض، وهو أمر لم يحصل إلا في حالة أو حالتين، لسنا في وارد تشخيصهما في هذه المرحلة من الكتابة...

هذا الوضع أنتج نوعا من الساسة، لا يكتفون بالزاد الذي في ماعونهم، بل هم يتطلعون دوما الى أناء الأغلبية السياسي، وبالضرورة سيكون ثمة تزاحم سياسي، تتسلسل عنه صراعات، نموذجها هذا الذي نشهده..!

وتصاحب هذا المشهد الصاخب، ظاهرة تفردنا بها عن غيرنا، إلا وهي ظاهرة كثرة القادة والرموز..!

أذا كانت الأغلبية تشهد تخمة في السياسيين، وأزدحاما على طريق تبوء المواقع المتقدمة، لأنها مواقع يسيل لها اللعاب، فإن ساحات الأقليات المكوناتية والسياسية، تشهد شيئا متفردا ليس كمثله شيء، ألا وهي أن معظم العاملين في الحقل السياسي، يرون في أنفسهم قادة؛ بل ورموز وطنية..!

هذا ما يفسر بعضا من جوانب تعقد خيوط الصراع في الساحة السنية...

كلام قبل السلام: وللحديث بقية سنتحدث فيها بشيء من الجرأة عن أين كان هؤلاء أيام مقارعة الطغيان الصدامي؟..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك