المقالات

ويكيليكس ... الصحيح السابع!

1207 2015-06-26

يقال "إن توضيح الواضحات من أشكل المشكلات"، وما ينشره الإعلام في هذه الأيام، رغم علمنا بالكثير منه، لكن صداه مازال يأخذ الحيز الأكبر من أحاديث المتلقي العراقي عامة، والسياسي خاصة، كون أصابع الشبهة والإتهام، تشير لبعضهم بكل وضوح، لتبين ما لم يخفَ من خيانتهم لبلدهم وشعبهم، وهو أمر لم يستغربه الشارع العراقي منهم.

مواقف الخيانة من بعض الساسة العراقيين، وأحاديثهم بما تحمله من نبرة التطرف والحقد الطائفي، نسمعها كل يوم من وسائل الإعلام، وما جاءت به ويكيليكس إلا توثيقاً لتلك المواقف.

ويكيليكس هذه المنظمة مجهولة الهوية، بدأت بنشر التسريبات والوثائق السرية والخاصة، عن الحكومات والأفراد منذ عام 2006 وإلى يومنا هذا، ويلحظ المتتبع أن أغلب الدول المستهدفة من قبل هذه المنظمة، هي دول آسيا والشرق الأوسط، وهو ما يصرح به موقعها بشكل واضح، حيث أن "مهمتها الأساسية هي في فضح الأنظمة القمعية في آسيا والكتلة السوفياتية السابقة، ودول جنوب الصحراء والشرق الأوسط" مما يدفعنا للتساؤل عن الأبعاد الحقيقية لإنشاء هذه المنظمة وأهدافها غير المعلنة.

للشرق الأوسط حصته من وثائق وفضائح ويكيليكس، وما نشر منها خلال الأيام الماضية، كان للمملكة السعودية النصيب الأكبر من هذه الفضائح والوثائق، والتي قاربت نصف مليون وثيقة حسب ما أعلنه الموقع، والتي بينت الدور السعودي في المنطقة العربية بشكل عام، ودول الجوار مثل العراق وسوريا بشكل خاص.

الوثائق التي نشرها الموقع حول علاقة بعض الساسة العراقيين بالمملكة السعودية، ومدى الدعم والتوجيه التي قدمته المملكة لهؤلاء، وإن لم يكن تأثيره كبيراً على المواطن العراقي، لأنه لم يأت بشيء جديد، إلا أنه أثار حفيظة السياسيين بصورة خاصة، مما دفع بعضهم للتنصل مما نشر، كما اعطى الضوء الاخضر للآخرين للتهجم على بعضهم إعلامياً. بالإضافة إلى مطالبة بعضاً منهم بفتح تحقيقات عاجلة بما نشره الموقع، ومحاسبة جميع من جاء ذكره في الوثائق، وثبت تعاونه وخيانته، من أجل الإطاحة بشرعية الحكومة العراقية المنتخبة، والتعامل بجدية مع ما حوته هذه الوثائق.

تأثير وثائق ويكيليكس المتزايد على الشارع السياسي العراقي، يثير العديد من التساؤلات الكبيرة، حول مدى صحة هذه الوثائق، ومدى تقبلنا لها من باب التصديق والثقة، رغم انها صادرة من جهة مجهولة الهوية.
منظمة وهمية، وموقع على شبكة الانترنت، أصبحت اليوم مصدر ثقة وكلمة حق عند أكثرهم، فالأولى بهم حينها عدها من الصحاح، وإلحاقها بهم، ليصبح ويكيليكس... الصحيح السابع.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك