المقالات

أشباه الرجال وأبجديات قواعد اللغة العربية.

1703 2015-06-24

تعلمنا في أبجديات قواعد اللغة العربية,الفرق بين الفاعل والمفعول به,فالفاعل مرفوع بالضمة والمفعول به منصوب بالفتحة, وتعلمنا أن الفاعل هو المتقدم دائما على المفعول به.

الفاعل هو المتقدم والمسيطر, والمفعول به هو المتأخر والضعيف ويقع عليه الفعل,هناك نوع من البشر يعتبرون أنفسهم مفعول به, دائماً واخرين هم الفاعل, والنوع الثاني دائما هم الناجحين في مسيرة الحياة.


العراقيون كانوا على مدى التاريخ, مع الظلم والأظطهاد والتهميش الذي تعرضوا له, في كل الأزمنة الا أنهم كانوا يمثلون دور الفاعل دائماً, فأغلب العلماء ورجال الدين والمفكرين, وقادة النضال والتحرير, الذين تأثر العالم بهم هم من العراق, فكانوا صانعين للحدث غير متأثرين به, وكانوا هم رسل السلام, وصناع الحضارات ومعلمي وملهمي الشعوب, والثائرين قولا وفعلا والتاريخ مليئ بلشواهد والأحداث التي تثبت هذا الدور, فثورة العشرين ضد الأحتلال الأنكليزي,والأنتفاضات الأسلامية ضد النظام الصدامي, وقاداتها من بيوت علمائنا من ال الحكيم وال الصدر, والأنتفاضة الشعبانية,وقيادة الجهاد من قبل شهيد المحراب ضد النظام العفلقي,الذي وضع بذرة الأنقسام الطائفي في العراق .

بدءت بوادر الأنقسام في المجتمع العراقي, مع الغزو الأمريكي للعراق,وزرع الفتنة الطائفية فيه,وأنقسم بين فاعل ومفعول به,فظهر أشباه الرجال المأمورين من الخارج,والطائعين لبعض حكام دول الجوار, في مشهد مريب وغريب, كمفعول به من خلال زراعة الغدة السرطانية في قلب المجتمع العراقي وهي داعش ورفاقها,فتبين للعراقيين زيف شعاراتهم.وكذبهم وأستحمارهم لمواطنيهم.

فخانوا العهد وكذبوا, ونافقوا وتأمروا على وحدة العراق وحقوق محافظاتهم, وسقطوا أمام العراقيين سياسيا ودينيا وأخلاقيا,فباعوا العرض والأرض, لشذاذ الأرض من الشيشان والربع الخالي والأفريقي, وفضلوا أن يكونوا أدوات ودمى تتلقى أومراها من خارج الحدود, وسعوا لكسب ود ورضا المخابرات الصهيونية ودمها في المنطقة, ليأخذوا دور المفعول به.

لكن تناسوا اونسوا أن غالبية العراقيين أبو الا أن يكونوا في دورالفاعل كما تعودوا عليه دائماً,وهو دورهم الأبدي كما كان دائماً,ومثلما تعلموا من مرجعيتهم وقادتهم, فبعد تعرض العراق للخطر القادم من الغرب وبغطاء من المفعول به, لبى ملايين العراقيين النداء وتدافعوا يتسابقوان أفواجا لساحات الجهاد,لدفع ثمن دور الفاعل, ورفضهم بأن يكونوا مفعول به,كما أرتضى غيرهم لنفسه هذا الدور,فبعد سيطرة قوى الظلام على بعض أجزاء العراق, وظن هؤلاء المفعول به أنهم أنتصروا وتناسوا أن هناك رجال تأبى على نفسها الا أن تكون هي الفاعل دائماً حسب أبجديات قواعد اللغة العربية.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك