المقالات

مؤامرة نعم... ولكن!

1145 2015-06-18

التحقيق في فضيحة سقوط الموصل تحوّل على ما يبدو فضيحة جديدة، كان يفترض ان تعلن نتائجه في مناسبة الذكرى الاولى لسيطرة "داعش" على المدينة لكنه تأخر ولم تتلق لجنة التحقيق البرلمانية أي رد من رئيس الحكومة السابقة نوري المالكي المسؤول الأول والوحيد تقريباً عما جرى.
قبل يومين أدلى المالكي بتصريح قال فيه: "ما سقطت الموصل إلا بمؤامرة وما سقطت الرمادي إلا بمؤامرة... نعم من المؤامرة ألا نقول ان هناك مؤامرة"!

صحيح، لنقل انها مؤامرة ولكن من الذي تآمر، ومن الذي كان مسؤولاً عندما حيكت هذه المؤامرة، ولماذا تغاضى عنها، ومن الضروري السؤال: لماذا تمادى وذهب بعيداً في نسج خيوطها التي يحاول الآن تقييدها على حساب خصومه السياسيين، وهل يتمكن من ان يزوّر الحقائق التي تدينه شخصياً، لأنه عبر سياسات الإقصاء والتنكيل التي مارسها ضد المناطق السنّية لكأن كل سنّة العراق صدام حسين، أوجد البيئة التي أيقظت الضغائن والأحقاد المذهبية بين السنّة والشيعة والتي قد تمزّق المنطقة كلها؟

يقول المالكي لو ان الموجودين من قوات الأمن في الموصل قاتلوا لما استطاع "داعش" ان يتقدم خطوة واحدة، فقد كانت المؤامرة ان ينسحب الجميع من الجيش فسقط الجيش، هكذا بالحرف متناسياً انه شخصياً كان قائداً عاماً للقوات المسلحة وأنه بسط سيطرته الكاملة على المؤسسة العسكرية من خلال"مكتب القائد العام للقوات المسلحة" الذي ارتبطت به مباشرة قيادة العمليات بما يعني ان كل المسؤولية تقع عليه!

لقد كلّفت عمليات إعادة بناء الجيش العراقي ما يقرب من ١٢٠ مليار دولار أنفقتها حكومة المالكي، ثم تبيّن انه بنى جيشاً من الأشباح وانه ذهب في الفساد الى درجة دفع رواتب لقطاعات عسكرية لم تكن موجودة على الأرض بل على الورق وفي القيود، وانه أنفق مئات الملايين على تجهيزات وملابس وأغذية لقطاعات عسكرية وهمية لم تكن في الثكن، فعلى سبيل المثال قيل إنه كان في الموصل ٦٠ الفاً من الجنود ثم تبيّن انهم أقل من خمسة آلاف، وأنهم تلقوا أوامر بإخلاء مواقعهم امام "الدواعش"، فأين مسؤوليته كقائد عام للقوات المسلحة؟

المالكي يحمّل السياسيين المعارضين له مسؤولية المؤامرة التي صنعها بيديه، متناسياً ان الأميركيين اشترطوا عدم بقائه في رئاسة الحكومة لدعم العراق ضد "داعش"، لكن طهران تمسّكت به وفرضته نائباً للرئيس لتضمن حصانته في وجه أي محاكمة!

المالكي خرّب العراق، وحتى الرمادي من بعده لم تسقط إلا نتيجة الأحقاد والصغائن المذهبية، أشعل نيرانها، ليؤجج سعيرها الاهمال المتعمّد لدعم المناطق السنّية وتسليحها لتقاتل "داعش"... نعم هناك مؤامرة لتقسيم العراق وقد شارك فيها المالكي من حيث يدري أو لا يدري!

جريدة النهار اللبنانية
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك