المقالات

العراق الأخير ....!

1826 2015-06-01

خلافا ً لنوايا الفاسدين والمتآمرين والمتورطين باللعبة ، فأن العراق ليس حقيبة سفر مملوءة بالأموال ، يحملها من يشاء نحو منافي شراهته ، ولا صفقة يتلاعب بها عشاق الدومينو الجيوسياسية والجيو طائفية ، فقد سقطت ورقة التوت وافتضح السر ، بعد ان سقط المقدس الوهمي وانكشفت حقائق الخديعة لدى غالبية العراقيين .

لن يكون مانحن فيه بداية للعراق الأخير ، والذين يرسموا خطوط فصل أوتقسيم ، كما تقتضي أوامر الصدفة اللعينة،حيث يقع الوطن فريسة للتخلف الديني والفوضى ونهب العصابات وخداع الساسة وعاهاتم الشخصية ، فأن ثمن ذلك حرائق مفتوحة على المستقبل لامستقبل لأحد فيه ، موت سوف يطوي الجميع . 

العراق الذي نعيشه لن يكون الأخير ، كما يشتهي المجرمون لقطاء الغرف السرية ومطابخ الليل في دهاليز المخابرات العربية والدولية ، والمسعى الشيطاني لإنبات دولة إسلامية سافلة " داعش " ، لتقويض دولتين هما ضمير الشرق وشرفه(العراق وسوريا) ، تلك مغامرة تأخذ معها الدول القرقوزية والكارتونية العربية والإسلامية في بحر الدم والموت والتلاشي النهائي .

أبناء العراق يدفعون الأرواح والدماء أنهارا متواصلة ، منذ أثنى عشر عاما ، في عصيان معلن ضد التقسيم الروحي والنفسي ،وأسافين القطع الطائفي والعنصري، الذي اشتغل عليه المجرمون ممن اشاعوا ثقافة الدم ، ووجدوا في تدمير العراق وإفساده وسلب ثرواته وطاقاته ، تنفيسا ً لعقدهم وحضورهم الخاطئ ودورهم الكارثي على مسرح الوطن المحتل ببساطيل امريكية وخرافات تاريخية .
اليوم حيث تشتد الحرب ضد "داعش" والتقسيم والفساد ، ويكون الشعب الجريح والقوى السياسية والوطنية الخيرة في الجانب الوطني ، ضد حلف الشر والفساد ، نقولها صراحة لأصحاب القرار السياسي من الحاكمين بالأغلبية ، واقصد السياسيين الشيعة ؛ إذا أردنا عراقا ً واحدا ً يفشل فكرة العراق الأخير ، فأن العمل المطلوب هو البدء بإصلاح سياسي فاعل حقيقي ، ليس خدعة وتصريحات كاذبة ، كما كان يحصل في العشر العجاف السابقة .

إذا لم يحدث إصلاح سياسي إجرائي وعملي منظم ومنسق ، فلا فائدة من هدر الدماء في معارك مفتوحة ضد " داعش " والقاعدة وغيرهما من المسميات ، سيما وان وجودها لم يكن صدفة ، إنما هي وليدة أخطاء وإهمال وقصدية سياسية أرتكبتها حكومات الفساد السابقة ، ماجعل البيئة خصبة لتنفيذ مشروع التقسيم وإرسائه في سلوك طائفي يتخذ من التطرف والهتك واستباحة المحرمات قواعد إضافية له .
الآن تبين الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر ، فأما وطن موحد يستدعي إصلاح سياسي واعتذار أخلاقي بروح اخوية واحساس تشارك في الحياة والمصير والحقوق والواجبات ، وتوحيد الصف في مكاشفة صريحة ومعالجات عميقة ، ويعلم كل قوم مشربهم .
أو الذهاب الى عقد الإذعان والضعف في قبول سلمي للتقسيم، تجزئة الدولة وإضاعتها في أهواء العبث السياسي والطائفي ، وتمرير خدعة الدول الكبرى ...!؟

نزيف الأرواح والدماء والضياع واليتم وإنهيار المجتمع ، يدفع ثمنه الفقير والأعزل والمخدوع بالطائفة والشعارات، ويقبض أرباحه السياسيون وخداعهم تحت يافطات المذاهب ، هذه اللعبة يستمرءها النصابون المتاجرون بالبشر والأوطان ويحاولوا إطالة أمدها بهدف وفرة الأرباح وتفريغ غلو حقدهم على عراق الكون والوجود ..!؟
آه ياجرحي المكابر ، وطني ليس حقيبة ، وأنا لست مسافر ...! محمود درويش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك