المقالات

العراق الأخير ....!

1644 22:28:19 2015-06-01

خلافا ً لنوايا الفاسدين والمتآمرين والمتورطين باللعبة ، فأن العراق ليس حقيبة سفر مملوءة بالأموال ، يحملها من يشاء نحو منافي شراهته ، ولا صفقة يتلاعب بها عشاق الدومينو الجيوسياسية والجيو طائفية ، فقد سقطت ورقة التوت وافتضح السر ، بعد ان سقط المقدس الوهمي وانكشفت حقائق الخديعة لدى غالبية العراقيين .

لن يكون مانحن فيه بداية للعراق الأخير ، والذين يرسموا خطوط فصل أوتقسيم ، كما تقتضي أوامر الصدفة اللعينة،حيث يقع الوطن فريسة للتخلف الديني والفوضى ونهب العصابات وخداع الساسة وعاهاتم الشخصية ، فأن ثمن ذلك حرائق مفتوحة على المستقبل لامستقبل لأحد فيه ، موت سوف يطوي الجميع . 

العراق الذي نعيشه لن يكون الأخير ، كما يشتهي المجرمون لقطاء الغرف السرية ومطابخ الليل في دهاليز المخابرات العربية والدولية ، والمسعى الشيطاني لإنبات دولة إسلامية سافلة " داعش " ، لتقويض دولتين هما ضمير الشرق وشرفه(العراق وسوريا) ، تلك مغامرة تأخذ معها الدول القرقوزية والكارتونية العربية والإسلامية في بحر الدم والموت والتلاشي النهائي .

أبناء العراق يدفعون الأرواح والدماء أنهارا متواصلة ، منذ أثنى عشر عاما ، في عصيان معلن ضد التقسيم الروحي والنفسي ،وأسافين القطع الطائفي والعنصري، الذي اشتغل عليه المجرمون ممن اشاعوا ثقافة الدم ، ووجدوا في تدمير العراق وإفساده وسلب ثرواته وطاقاته ، تنفيسا ً لعقدهم وحضورهم الخاطئ ودورهم الكارثي على مسرح الوطن المحتل ببساطيل امريكية وخرافات تاريخية .
اليوم حيث تشتد الحرب ضد "داعش" والتقسيم والفساد ، ويكون الشعب الجريح والقوى السياسية والوطنية الخيرة في الجانب الوطني ، ضد حلف الشر والفساد ، نقولها صراحة لأصحاب القرار السياسي من الحاكمين بالأغلبية ، واقصد السياسيين الشيعة ؛ إذا أردنا عراقا ً واحدا ً يفشل فكرة العراق الأخير ، فأن العمل المطلوب هو البدء بإصلاح سياسي فاعل حقيقي ، ليس خدعة وتصريحات كاذبة ، كما كان يحصل في العشر العجاف السابقة .

إذا لم يحدث إصلاح سياسي إجرائي وعملي منظم ومنسق ، فلا فائدة من هدر الدماء في معارك مفتوحة ضد " داعش " والقاعدة وغيرهما من المسميات ، سيما وان وجودها لم يكن صدفة ، إنما هي وليدة أخطاء وإهمال وقصدية سياسية أرتكبتها حكومات الفساد السابقة ، ماجعل البيئة خصبة لتنفيذ مشروع التقسيم وإرسائه في سلوك طائفي يتخذ من التطرف والهتك واستباحة المحرمات قواعد إضافية له .
الآن تبين الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر ، فأما وطن موحد يستدعي إصلاح سياسي واعتذار أخلاقي بروح اخوية واحساس تشارك في الحياة والمصير والحقوق والواجبات ، وتوحيد الصف في مكاشفة صريحة ومعالجات عميقة ، ويعلم كل قوم مشربهم .
أو الذهاب الى عقد الإذعان والضعف في قبول سلمي للتقسيم، تجزئة الدولة وإضاعتها في أهواء العبث السياسي والطائفي ، وتمرير خدعة الدول الكبرى ...!؟

نزيف الأرواح والدماء والضياع واليتم وإنهيار المجتمع ، يدفع ثمنه الفقير والأعزل والمخدوع بالطائفة والشعارات، ويقبض أرباحه السياسيون وخداعهم تحت يافطات المذاهب ، هذه اللعبة يستمرءها النصابون المتاجرون بالبشر والأوطان ويحاولوا إطالة أمدها بهدف وفرة الأرباح وتفريغ غلو حقدهم على عراق الكون والوجود ..!؟
آه ياجرحي المكابر ، وطني ليس حقيبة ، وأنا لست مسافر ...! محمود درويش .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك