المقالات

بين جسر الأئمة وجسر بزيبز ... تتجلى معاني الإنسانية

1801 2015-05-27

عراقيون، بلا مسميات أخرى، لا طائفيةٌ تفرقنا، ولا قومية تقيدنا، وما خلفته سنوات الظلم الصدامي، من مآسٍ في القلوب، ستطويها صفحات النسيان، ليسجل التاريخ ملاحم الإنسانية العراقية، ألتي تجلت معانيها عثمانية الهوى على جسر الأئمة، علوية المبدأ على جسر بزيبز، ما زالت ندية الحرف.
عثمان العبيدي، إسمٌ علق في ذاكرة الإنسان العراقي، كعنوان للتضحية، تضحية ثمنها الخلود، تجلت فيها كل معاني الإنسانية، حين كان مذهبها هو دينها بلا إختلاف، وإن إختلفت، كان إختلافها رحمة.

خُطت على صفحات الفخر العراقية، صنيعة عثمان بأحرف من ذهب، ما يزال همس قارئها يتردد في قلب كل عراقي غيور، حين إنبرى عثمان العبيدي منقذاً لأرواح زوار باب الحوائج، حليف السجدة الطويلة، الإمام الكاظم(ع)، يوم كانت الطائفية العمياء تحصد أرواحهم بلا إستئذان، وكان الجسر عنواناً لإنتمائهم، مأساة أخرى، وفاجعة كبرى، واست مصيبتها مصيبة مسمومٍ ضمه نعشٌ حُمل على جسرٍ ببغداد هارون.

أليوم، أعاد التاريخ نفسه، بحلةٍ جديدة، وجسرٍ جديد، وإنسانيةٍ عراقيةٍ متجددة، أعلنت عن نفسها وبكل فخر، إنسانية بلا مسميات، ولا غايات دفينة، ولا مصالح شخصية، حين أصبح جنودنا الأبطال كلهم عثمان العبيدي، وجسر بزيبز إمتدت أطرافه لتلتقي بجسر الأئمة، معلنة وحدة الهدف والغاية، ملقية عن كاهلها كل معاني الطائفية المقيتة.

أعاد التاريخ نفسه، وتداولت تلك الأيام بين الناس، وحصاد الأرواح لم يفرّق بين مذهبٍ وآخر، فالعدو واحد، والوسيلة والغاية واحدة لديه، وعقيدة كفر يريد نشرها وإرغامنا على إتباعها، دفعته للإستهانة بدمائنا، وصولاً إلى سلطة كان وما يزال يبحث عنها، وذريعة الدين وتطبيق الشريعة الإسلامية، ثوب قديم جديد، لكل من طغى.

جل ما نأمله اليوم قبل الغد، جسرٌ جديد، يمتد إلى برلمان ساستنا، يذر طالحهم عن كاهل هذا الشعب المظلوم، ويبقي صالحهم، وما أقلهم.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك