المقالات

من يمثل سنة العراق؟!

2421 2015-05-21

كل متابع منصف, للشأن العراقي, يقر بأن الإرهاب يأتي من مناطق الأقلية السنية. مدن الرمادي والفلوجة والموصل وتكريت وحزام بغداد, كانت ومازالت مرتعا للتنظيمات المسلحة, وبؤرا إرهابية, أراقت دماء كثير من العراقيين, المؤمنين بوحدة العراق وسيادته.

هنا؛ لا نريد أن نقول كل السنة إرهابيين, لكن ما نؤكده هو إن كل إرهابي سني!. مشكلة السنة في العراق, أنهم مازالوا يحلمون بالسلطة, ويظنون أن مشاركة باقي مكونات العراق, في إدارة البلد هي سلب لما يعتبروه حقا مخصوص لهم, كذلك هم –السنة- لا يؤمنون بالشراكة, وأطلقوا كذبة مولتها دول إقليمية, وهي التهميش الذي يعاني منه السنة.

تساؤل يفرض نفسه هنا!, ما هو التهميش الذي يتعرض له السنة؟! عن أي تهميش يتحدثون, وهم مشاركون فعليون في الحكومة؟!
بحسبة بسيطة نجد السنة, رغم أقليتهم, لكن المناصب السيادية, أغلبيتها لهم ونقصد هنا, رئاسة الجمهورية لسني كردي, ورئاسة البرلمان لسني عربي, في حين أن الأغلبية وهم الشيعة, ليس لهم سوى رئاسة الوزراء.

عودا على بدء, شعور السنة بالتهميش, أو كما قلنا "كذبة التهميش" فتحت الباب أمام دوائر إقليمية للتدخل في الشأن العراقي, بذريعة الدفاع عن حقوق السنة, وهنا إنبرت بخبث, كل من دول تركيا والسعودية والإردن وقطر وغيرهن الكثير, للإساءة للعراق وأهله.
مشكلة الحكومة العراقية, وباقي الدول الصديقة للعراق, والتي تريد التفاهم مع السنة, هي أن المتصدين من السنة كُثُر, وتحت مسميات مختلفة, وكلهم يدعي تمثيله للسنة.

يقول أحد المسئولين الأمريكان "لا توجد مشكلة في التعامل مع الشيعة في العراق, فهم لهم مرجعية هي من تحدد قراراتهم, وهم ملتزمون بها, كذلك الكورد فهم يسعون لمصلحتهم, لكن مشكلتنا الكبيرة هي مع السنة فلا نعرف مع من نتعامل أو نتفاوض".
أثبتت الأحداث الأخيرة, إن السنة المتصدين من سياسيين في البرلمان أو الحكومة, ليس لهم تأثير على الشارع السني, فنحن نرى ومن على شاشات الفضائيات, سخط الشارع السني عليهم, حيث خذلوا أبناء مناطقهم, ولم يتواجدوا معهم للدفاع عن مناطقهم, بل راح بعض المواطنين السنة أبعد من ذلك, وإتهم القادة السنة علنا, بأنهم من أدخل داعش وتآمر على العراق.

السنة توزعت خارطتهم, على الفرق التي تدعي تمثيلهم, فالصحوات تدعي أحقيتها بتمثيل السنة, والقوائم السنية كمتحدون والوطنية وكتلة الحل وغيرها, تدعي أيضا تمثيل السنة. قوى الأرهاب كالمجالس العسكرية, وما يعرف "بثوار الفنادق", وداعش والقاعدة والنقشبندية أيضا, يدعون نفس الأدعاء.

مضت السنون, والسنة أضاعوا أنفسهم وأضاعوا العراق معهم, وما زالوا يتنافسون في حرق مدنهم وإحراق ما تبقى من العراق, ولا يحاولون إيجاد مخرج لأنفسهم قبل غيرهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك