المقالات

يوسف يُتَهَمْ من جديد

1805 2015-05-05

لم يكن الحشد الشعبي وليد صدفة, أو تكوين عشوائي, الحشد الشعبي هو نتاج فتوى, لمرجعية عُرفت بزهدها وتقواها وورعها.

أطلقت المرجعية فتواها العظيمة بالجهاد الكفائي, بعدما رأت أرض العراق تستباح, من عصابات لا تعرف دين أو إنسانية.

إستباحت داعش مدن العراق, قتلت الرجال وسبتْ النساء وأغتصبتهن, وصادرت تلك العصابات دور المواطنين, وعبثت بمحتويات تلك الدور, ومارست عصابات داعش, أبشع صور التعسف والهتك في المناطق التي إستحوذت عليها.

مع كل ما قامت به العصابات الداعشية القذرة, لم نرَ "غيور" من سياسي السنة, أو قنواتهم الفضائية, موقف يدين أو يتصدى لتلك الممارسات.

صَمْتٌ مطبق أزاء إنتهاكات داعش, سكوت تام, هي ردة فعل من يدعي أنه يمثل السنة, بل تعدى الأمر إلى تأييد تلك العصابات, من قبل بعض الإرهابيين المنخرطين في العملية السياسية.

هؤلاء الصامتين حُلَّتْ عقد ألسنتهم, وإنطلقت سلاطتهم لتهاجم الحشد الشعبي, ذلك الحشد الذي نهض بفتوى المرجعية, لتخليص مدن العراق من الإحتلال الداعشي.

لم يأتي إتهام الحشد, من قبل هؤلاء السياسيين والقنوات المساندة لهم من فراغ, هم إستشعروا الخطر, بعدما تمت تعريتهم نتيجة إنتصارات الحشد المقدس, فكشفت تلك الأنتصارات, من هو مع الوطن, ومن هو واقف في صف الإرهاب.

جاءت الإنتصارات في تكريت تكملة لمشروع النجاح الذي حققه الحشد الشعبي, ومع رمزية تكريت لدى فلول البعث, كونها تمثل رأس النظام السابق, كانت الإنتصارات ذات وقع خاص في نفوس أعداء العراق, فجاءت ردودهم متخبطة, تبحث عن ثغرة لغرض الإساءة للحشد الشعبي.

إن إتهام الحشد بالسرقة, ونهب وحرق الممتلكات, هي إتهامات لا تستند لأرض الواقع, بدليل حسي ملموس, الإتهامات هي عبارة عن فبركات صور وفيديوات فيسبوكية لم يثبت صحتها لحد الآن.

أخلاقيات الحشد الشعبي, والعمق العقائدي الذي ينحدرون منه, وتوجيهات المرجعية ووصايها العشرين, هي أسمى من أن يتنزلوا بأنفسهم لسرقة  ثلاجة, أو إطار سيارة وهم المضحين بأنفسهم لأجل الوطن.

إلتزام أفراد الحشد الشعبي, نابع من قيمهم الدينية, وإلتزامهم سيرة قادتهم, ولكن لنا في التاريخ أسوة, كما يخبرنا القرآن في قصة النبي يوسف عليه السلام, الذي كان يمثل قمة النقاء والطاهرة, فما كان من أخوته ولحسدهم أياه إلا أن يتهموه بالسرقة, وهو من تلك السرقة بُراء.  

عبد الكاظم حسن الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك