المقالات

يوسف يُتَهَمْ من جديد

1841 2015-05-05

لم يكن الحشد الشعبي وليد صدفة, أو تكوين عشوائي, الحشد الشعبي هو نتاج فتوى, لمرجعية عُرفت بزهدها وتقواها وورعها.

أطلقت المرجعية فتواها العظيمة بالجهاد الكفائي, بعدما رأت أرض العراق تستباح, من عصابات لا تعرف دين أو إنسانية.

إستباحت داعش مدن العراق, قتلت الرجال وسبتْ النساء وأغتصبتهن, وصادرت تلك العصابات دور المواطنين, وعبثت بمحتويات تلك الدور, ومارست عصابات داعش, أبشع صور التعسف والهتك في المناطق التي إستحوذت عليها.

مع كل ما قامت به العصابات الداعشية القذرة, لم نرَ "غيور" من سياسي السنة, أو قنواتهم الفضائية, موقف يدين أو يتصدى لتلك الممارسات.

صَمْتٌ مطبق أزاء إنتهاكات داعش, سكوت تام, هي ردة فعل من يدعي أنه يمثل السنة, بل تعدى الأمر إلى تأييد تلك العصابات, من قبل بعض الإرهابيين المنخرطين في العملية السياسية.

هؤلاء الصامتين حُلَّتْ عقد ألسنتهم, وإنطلقت سلاطتهم لتهاجم الحشد الشعبي, ذلك الحشد الذي نهض بفتوى المرجعية, لتخليص مدن العراق من الإحتلال الداعشي.

لم يأتي إتهام الحشد, من قبل هؤلاء السياسيين والقنوات المساندة لهم من فراغ, هم إستشعروا الخطر, بعدما تمت تعريتهم نتيجة إنتصارات الحشد المقدس, فكشفت تلك الأنتصارات, من هو مع الوطن, ومن هو واقف في صف الإرهاب.

جاءت الإنتصارات في تكريت تكملة لمشروع النجاح الذي حققه الحشد الشعبي, ومع رمزية تكريت لدى فلول البعث, كونها تمثل رأس النظام السابق, كانت الإنتصارات ذات وقع خاص في نفوس أعداء العراق, فجاءت ردودهم متخبطة, تبحث عن ثغرة لغرض الإساءة للحشد الشعبي.

إن إتهام الحشد بالسرقة, ونهب وحرق الممتلكات, هي إتهامات لا تستند لأرض الواقع, بدليل حسي ملموس, الإتهامات هي عبارة عن فبركات صور وفيديوات فيسبوكية لم يثبت صحتها لحد الآن.

أخلاقيات الحشد الشعبي, والعمق العقائدي الذي ينحدرون منه, وتوجيهات المرجعية ووصايها العشرين, هي أسمى من أن يتنزلوا بأنفسهم لسرقة  ثلاجة, أو إطار سيارة وهم المضحين بأنفسهم لأجل الوطن.

إلتزام أفراد الحشد الشعبي, نابع من قيمهم الدينية, وإلتزامهم سيرة قادتهم, ولكن لنا في التاريخ أسوة, كما يخبرنا القرآن في قصة النبي يوسف عليه السلام, الذي كان يمثل قمة النقاء والطاهرة, فما كان من أخوته ولحسدهم أياه إلا أن يتهموه بالسرقة, وهو من تلك السرقة بُراء.  

عبد الكاظم حسن الجابري

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك