المقالات

"ثلاجة" في الميزان

1239 2015-04-08

في زمن العجائب, زماننا, وفي بلد الغرائب، عراقنا، ليس غريباً أن تصبح "ثلاجة" رمزاً وطنياً، فاختلاف الموازين في هذا البلد، جعلت "ثلاجة" ناجح الميزان رمزاً "للشرف الرفيع الذي لم يسلم من الأذى".

منذ سقوط الطاغية عام 2003، وما نتج عنه من إحتلال دول التحالف للعراق، تحت غطاء الشرعية الدولية، بدأت حمى التصريحات الإعلامية – السياسية منها خاصة - تجتاح وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وهي باختلاف مسمياتها وعناوينها، كان ومازال صداها يأخذ حيزاً كبيراً في فكر المتلقي العراقي، باختلاف ثقافته، وانتماءه، وميوله الشخصي، حتى أن كثيراً منها قد تجاوز حدود الأدب والمنطق، ليعبر أحيانا عن مصالح سياسية، فردية كانت أم حزبية، أم مدفوع الثمن، لتوجيه الرأي العام حول قضية معينة، والتغطية على قضية اخرى.

إن احتلال ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام لمدينة تكريت في حزيران 2014، ومعاناة أهلها من الظلم والتهجير، واعتداء على الاموال العامة والخاصة، وقتل النفس التي حرم البارئ الا بالحق، قد فتح الباب على مصراعيه أمام لعبة التصريحات السياسية، والتي تنوعت بتنوع أصحابها، فمنها الطائفية، أطلقها أصحاب الفتنة التي مازالت نارها مستعرة ليومنا هذا، ومنها القومية، التي يحلم أصحابها بماضٍ لن يعود إلا في أذهانهم الرجعية، ومنها المنفعية والتي أصبحت أسهل مصدر رزق غير شرعي لبعضهم خاصة السياسيين.

ومن أغرب التصريحات التي يتداولها الشارع العراقي هذه الايام، هو تصريح ناجح عباس الميزان، حول "الثلاجة" التي اتهم فيها أبناء الحشد الشعبي بسرقتها من أحد منازل مدينة تكريت، في محاولة منه لخلط أوراق، وتزييف حقائق، ومساس بكرامة أبنائنا الذين أثبتوا شجاعتهم وولائهم وانتمائهم الوطني، في مواجهة ثلة من القتلة المرتزقة.

وكأن "الثلاجة" المزعومة أصبحت، في ليلة وضحاها، عنواناً للشرف، ورمزاً من رموز الوطنية، التي سيبذل ناجح وأمثاله الغالي والنفيس من أجل استردادها، وإعادتها لإصحابها، (مثلما أظهر بطولاته، وشجاعته الفائقة، في استعادة مدينة تكريت).
اليوم "ثلاجة" وماذا غداً؟!
"تلفزيون"؟!
أم "مبردة"؟!
هو بلد الغرائب فعلاً، بلد تحترم فيه "الثلاجة"، ويهان فيه الإنسان.
وهذا مصداقٌ من مصاديق "القسمة الضيزى" بعينها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك