المقالات

عاش صدام.. مات صدام، ماذا بعد؟!.

1160 2015-04-06

من التفاهات الإعلامية؛ إن تروج بعض وكالات الأنباء إشاعات مغرضة لصالح الإستخبارات العالمية، وبعد الإنتصارات التي حققتها القوات المسلحة والحشد الشعبي، في المدن المُحررة، من داعش وآخرها تكريت؛ سارعت الوكالات لبث خبراً مفاده إن الدكتاتور المجرم"صدام" مايزال على قيد الحياة، وتم تحديد مكانه، ومن أُعدِم هو المدعوميخائيل شبيه صدام.

وتبنت هذه الوكالات أيضاً، أنباءاً عن قيام بعض أبطال الحشد الشعبي، بسرقة مقتنيات وأثاث دور المواطنين في تكريت، وبث صور مفبركة لهذه السرقات؛ لإثارة الرأي العام، يالسذاجتهم! فـ "كذبتهم النيسانية" السوداء غايتها؛ تضليل الشارع والرأي العام، وعدم الإهتمام بالإنتصارات التي حققتها القوات الأمنية والحشدالشعبي، في تكريت.

إن المستجدات والتطورات الأخيرة، في المباحثات التي إنتهت بين إيران ودول 5+1، و الخسائر الجسيمة التي منيت بها عصابات داعش الإجرامية، وحليفها المفضل البعث، جعلت من إسرائيل و الدول المستفيدة من هذه العصابات، والمتضررة جراء التقارب العالمي مع إيران، الإنزعاج والتصريح بإنها ستحاول إفشال هذه المباحثات لإنها تهدد وجودهم.

إن حقيقة الإدعاءات الكاذبة، والإشاعات المغرضة، غايتها إشغال المواطن العربي، بالحقائق المُنتَجَة على أرض الواقع، و ما سُمى "بعاصفة الحزم" التي أججتها أمريكا، ونفذتها السعودية والدول التي وعدتهم بمساعدات عاجلة، ماهي إلاّ مشروع تدميري، وفخاً أوقعت السعودية نفسها فيه، وما توّلدْ من أزمات، بُعيد إنسحاب الجيش الأمريكي من العراق، يدّل على أن السياسة الأمريكية الراهنة في الشرق الأوسط (سياسة الأفعى)! فمن هم قاطعي ألرؤوس..؟ ومن سهّل لهم دخول العراق والشام؟ ليطالبوا بدولة تضمهم إسوةً باليهود.

إن الإستراتيجية المنظورة التي يخطط لها بعض الساسة في العراق؛ لا تخدم المصالح الوطنية مطلقاً؛ بلْ إنما يُصرح به على لسان بعض الساسة، ماهي إلاّ "بناء ورعاية مصالح أمريكا والسعودية وإيران"! وإذا ما إستمرت الأزمات بُعيد تحرير كافة المناطق من تنظيم داعش الإرهابي؟ فإن الحل سيذهب الى تقسيم العراق، وإذا ما نجحت المخططات الإمبريالية في عموم المنطقة, فلا شيعة ستسلم, ولا سنة ستستطيع أن تحفاظ على عراقيتها, وليس ببعيد إعلان (دولة كردستان) بمساعدة أمريكية, بعد طمأنة الأتراك وتوقيع معاهدة سلام طويلة الأمد, ربما يكون التزامن بموعد الإنتخابات الرئاسية الأمريكية؛ ليكون إنجازاً لأوباما لصالح أمريكا.

إن المساومة بدئت فعلاً, وقد تتنازل بعض دول الشرق الأوسط ومنها العراق عن بعض الحقوق؛ وقد تفقد بعض إيراداتها, مقابل الإستقرار الأمني النسبي، الذي أصبح حُلماً يراود أبناء هذه الدول؛ لذا على جميع السياسيين في العراق الدخول في حوار مفتوح لحلحلة الأزمات, والإبتعاد عن المطالبة بالمصالح والحقوق الشخصية, والإهتمام بالمصالح العامة.

بعد تحرير العراق أو خرابه و سقوطه، سَمها ماشئت ! دخل العراق وشعبه في مرحلة جديدة, فالشيعة كانوا يتصورون أن (باب السماء) فُتحت لهم, ومصباح علاء الدين أصبح بإيديهم, وسيخرج المارد ليلبي كل ما حُرمو منه، إبان تسلط المجرم صدام! والسُنة ظنوا أن المصباح الذي كان بإيديهم يوماً, أصبح للشيعة وعليهم استرجاعه!, أما الأكراد فأبتعدوا ونالوا حصة الأسد وتصلهم إيرادات تصدير النفط كلّ أول شهر.

ذهب الطاغية وأنتهى البعث ,نعم .مات صدام وماتت معه حسرة الملايين, لكن آلام الشعب لم تمت وازدادت (وأزداد الطين بلّة), سنوات عُجاف مَرت ومازالت مُستمرة إلى يومنا هذا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك