المقالات

هل لبس تحالف (الأمراء والعلماء) قناع العلمانية..؟!

1659 2015-04-06

تأسست ونشأت الدولة السعودية في التاريخ المعاصر من خلال ( ثلاث نشئآت)، الأولى على يد محمد بن سعود، والثانية على يد تركي بن عبدالله، والثالثة على يد عبد العزيز بن سعود. 

في كل نشوءآتها الثلاثة، كانت قآئمة على تحالف بين محمد آل سعود( جد العائلة الحاكمة)،مع محمد الوهابي( مؤسس المذهب الوهابي)،أطلق عليه( بتحالف الأمراء والعلماء)، وكان ذلك في القرن الثامن عشر، وعليه تقاسموا السلطة.  مشروع هذا التحالف السياسي، قآئم على آيدولوجية مؤسسة( لتكفير المحيط المجاور)، ومن ثم غزوه وسلب ونهب الممتلكات، وأرتكاب المجازر من سبي للنساء، وقتل للأطفال، و إذ لابد من مسوغ ومبرر شرعي لغزو الآخرين، حيث أن التحالف كان دوما شعاره العقدي( لا غزو إلا بعد تكفير)،فكان الأفتاء من العلماء، والقتل والغزو من الأمراء، هكذا تشكلت دولة آل سعود من الأول الى الثالث. 

فكان هذا الأخير( عبد العزيز بن سعود)، أشد صرامة وأدهى من سابقيه، وأكثر عزيمة في تطبيق التحالف، ورفع شعاره، ونشر دعوته، وعلى يديه تأسست الدولة السعودية- الوهابية الحديثة عام 1932 وأستمرت الى الآن. 

الملك( عبد العزيز)، الذي قام بشن غارات متلاحقة على منطقة نجد، والرياض، والطائف، والحجاز، وبمساعدة من الجيش العقائدي الأخواني( نشأت حركة الأخوان، بعد تأسيس أولى المستوطنات في شهر ديسمبر عام 1912 في الأرطارية، التابعة لقبيلة مطير بقيادة الشيخ عبد الكريم المغربي).
وبمساندة أيضا من أمير الكويت الشيخ( مبارك آل صباح)، الذي كان يدعمه بالمال والسلاح والجند، فكان يرسم له الخطط الحربية وهو في مدينته،

فغزى ابن سعود الرياض وكان شعاره( الملك لله ثم لعبد العزيز)،ذكر ذلك صاحب كتاب (تاريخ الكويت- عبد العزيز الرشيد)، فغزوته الرياض شبيه بطريقة خالد بن الوليد على مالك بن نويرة( في قصة يحكيها المؤرخون)،فقتل أمير الرياض( أبن عجلان)،وأحتلها في عيد الفطر سنة 1319هجرية. 
وينقل لنا (د.فؤاد أبراهيم)،عن السيد دحلان، في كتابه( خلاصة الكلام في بيان البلد الحرام، القاهرة ص297 قائلا:( ولمّا دخلوا الطائف قتلوا الناس قتلا عاما واسترعبوا الكبير والصغير، والمأمور والأمير، والشريف والوضيع، وصاروا يذبحون على صدر الأم الطفيل الرضيع، وصاروا يصعدون البيوت يخرجون من توارى فيها، فيقتلونهم، فوجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم حتى أبادوا من في البيوت جميعا).

كما ينقل( د)، عن السيد أبراهيم الراوي الرفاعي، في كتابه رسالة الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية، تركيا1976،ص3( أن عدد من العلماء قتل في غارات الوهابيين على الحجاز من بينهم، السيد عبدالله الزواوي مفتي الشافعية بمكة المكرمة، والشيخ عبدالله ابو الخير قاضي مكة، والشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف،).

ويشرح المبعوث الفرنسي( دمنغو باديا أي بينج)،(أن السكان والحجاج لا يستطعيون سماع مجرد أسمهم دون أن تمتلك قلوبهم الرجفة بل أنهم لا يتلفظون أسمهم الاّ همسا)، هذا ما قام بفعله الملك عبد العزيز آل سعود محترما أتفاقية التحالف! 

(انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني بعونه تعالى).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك