المقالات

أفضل مالديهم: داعش !/ أمل الياسري

1781 2015-02-19

أمل الياسري

رجال يسعون لحل كل غموض العالم, والمفارقة هم لا يدركون, أنهم غير قادرين, على إكتشاف جزء صغير جداً, فأفعالهم الشيطانية, مجرد عنف بدني بدائي, في فارق زمني كاذب, يوحي لهم بالأمل الضائع, وإلا لماذا هذا القتل الوحشي؟ والحديث عن قضية الحرية, واقع خيالي ومثالية مستحيلة, في ظل التماثيل الرخامية المتهرئة, التي تدعي العدالة, مستخدمة الأذرع الباطشة, والسيوف الأموية المشبوهة والباغية.

ما يراه الآخرون في شخصية الدواعش, أنها قاسية صلبة عنيفة, لكنهم في أوساط الرذيلة والفحش, يكونون أفضل من يغذي غرائزه, فالماضي والحاضر والمستقبل, لديهم أزمان مختلفة متداخلة في الملذات, ويبدعون في كتابة قصص البراءة المفقودة, وذلك لإقناع العالم, بأن الحياة طرحتهم بعنف, وهم عادلون في الرد على من أساء لهم, ولا مجال للشرفاء الأبطال, إلا الجهاد من أجل الإسلام المزعوم.

الشعوب بنظرهم, لا تستحق أن تكون تحت سيطرة الحكومات العادلة, لذلك يلجأون الى فرض قانونهم الملعون, بدعوى فرض القانون الإلهي, الذي كتبوه في مفكرة حجرية كبيرة, منقوشة بعلامات فلكية أسطورية, ويشعرون بأنهم ملوك الصحراء, وصعاليك الأدب الجاهلي, ويفرضون مباديء الجهل, والخرافة والفساد, وكأن الحياة جثة لا وجود لها, ولا تمت للواقع بصلة أبداً, ففي الحروب تتغير الناس, ليصبحوا وحوشاً كاسرة.

كما أن للحب عيداً في قاموس المسلمين هذه الأيام, فحق أن يكون للكره هلال وعيد, فالطموح كبير لا يعرف الحدود, والثواب الجزيل, والإحتفال الكبير, يبدأ مع فجر قطع الرقاب, وسبي النساء, وهدم المقدسات, وهو زمن إيماني قلما يظهر مثله زمن, حيث يأكل الكهنة اللحوم, ويحصل الفقراء على فتات الخبز, فنماذج أسلافهم لا يحيدون عنها, ولا ينحرفون منها, فهي الإمام المتبع.

الذي لا ريب فيه, أن الأحداث المتسارعة, العاصفة بالمنطقة العربية, لهي من علامات الساعة, وقد أخذ الإرهاب والتطرف والتكفير بعداً خطيراً, فأقتحم الأبواب, وافلت زمام الأمور من أيدينا, وباتت كل حلقة تأخذ عن سابقتها, وتسلم القتل والدمار الى لاحقتها, والسبب هو أن العرب خالطوا غيرهم, وفسدت ألسنتهم وعقولهم وقلوبهم, وأندفعوا مبهورين,ولم يقدم الغرب جائزة لنا, على تقليدهم إلا هؤلاء البغايا.

العرب هم أشهر من تعلم فن الفراسة, الذي يعني تتبع الأثر في الأرض أيام السذاجة البدوية, وكتبوا بأبجديتهم العنقاء, مناقب الأمة, وأقاموا نظاماً سماوياً متألقاً, وشرفها الخالق بأن الإسلام, ظهر في بطونها, فتركت معاجم وملاحم, أذهلت العالم, فيا أسفاه! على خير أمة أخرجت للناس, قناديل الحرية, والكرامة والتسامح, وجابت مجاهل الصحراء, بأنوار الهدى والرحمة, فأصبحت لا تفرق بين الأصنام والأوثان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك