المقالات

سوق النفط والاتفاق بين الفهم والغباء/ باقر العراقي

1276 2015-01-22

باقر العراقي

ثمة أمور تتلاعب بموازين القوى الدولية، أهمها العسكرية والاقتصادية، فبعد أن كانت هناك حربين عالميتين، ثم حرب باردة بين الشرق والغرب، أصبحت الآن الحرب على امتلاك مصادر الطاقة والمال في العالم.

مصادر الطاقة متعددة، لكن الأهم هو البترول لأنه الآلة التي تسير الاقتصاد، واستخداماته تعددت ودخلت في كل الصناعات تقريبا، والسيطرة على منابع البترول أصبحت هاجس يؤرق المتنافسين، وامتلاك سوق النفط حلم كل الشركات النفطية.

السؤال من يتحكم بأسواق النفط في العالم؟

يستهلك العالم الآن حوالي 90 مليون برميل يوميا، 40% من هذه الكمية بيد أوبك التي يسطر عليها دول الخليج، وأي زيادة عن هذه الكمية، يعني انخفاض السوق العالمية، حسب نظرية العرض والطلب، وهذا ما يحصل الآن.

السعودية كانت تنتج 7,5 مليون برميل قبل انخفاض السوق، وفي شهر كانون الأول "ديسمبر" الماضي، أصبح إنتاجها 9,62مليون، مما أدى إلى نزول الأسعار أكثر، بالإضافة إلى ذلك هناك منابع نفطية تحت سيطرة منظمات إرهابية.

نفط نيجريا تحت تهديد "بوكو حرام"، ونفط ليبيا تتقاسمه أفراخ القاعدة هناك، وجزء من نفط العراق وسوريا تحت سيطرة "داعش"، وكل النفط المهرب إرهابيا، يصل مباشرة الى أوربا والولايات المتحدة الأمريكية وبأسعار زهيدة جدا.

النفط الصخري تصل مبالغ إنتاجه الى حوالي 70 دولار، والسوق الآن وصلت الى 50 دولار، ونحن نعيش زمن الرأسمالية العالمية، وشركات النفط لا تتحمل خسائر كهذه، لذلك أما أن يكون إنتاج النفط الصخري أكذوبة في هذا الوقت، أو أن هناك تعويض بنفط آخر كأن يكون نفط الإرهاب مثلا.

العراق بلد ريعي يعتمد على النفط، وسياساته السابقة بددت ثرواته، ولم تستطيع أن تعدد مصادر الموازنة، بسبب الفساد وسوء الإدارة السابقة، واليوم ينتظر جميع العراقيين زيادة الإنتاج حتى تُعوض خسائر السوق.

إن العنصر الأساسي في تقدم كل بلد، هو الاستقرار السياسي، والاتجاه بالناس على غير هذا الهدف، هو إما غباء من سياسيين مأزومين ومهزومين، أو محاولة فاشلة لإيقاف عجلة التغيير والعودة الى سنوات الفشل والفساد وسوء الإدارة.

بعد اتفاق عبد المهدي مع الإقليم، وصل الإنتاج إلى رقم تأريخي بما يقارب 3مليون برميل يوميا، وهي بوادر نجاح واضحة، مما يجعل الاتفاق هو طوق نجاة للجميع في هذا الوقت العصيب، وخطوة مدروسة وناجحة وذكية، ولا يجب على جميع الناس والسياسيين فهمها، لأن قدرات بعضهم محدودة جدا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك