المقالات

قتله الوزير صبرا!

2228 00:40:25 2015-01-21

ارتدى ملابس العمل كعادته، وخرج في الصباح الباكر، كي يستقل باص النقل، ذاهباً الى مكان عمله، تدور في رأسه عشرات الأفكار، حاملاً على أكتافه أثقالاً من الهموم، مالذي سيفعله ياترى؟! فقد تناثرت أشلاء الذكريات في شتى أنحاء مخيلته! فمنذ ذلك اليوم الأسود، لم يفتأ قلبه يعاقر الألم!
في لحظات غضب إجتاحت سكينة معالي الوزير، طفق يخصف بموظفي وزارته، يهجّر بهم الى شتى المحافظات، ليواري فشله في إدارة الوزارة! وذلك الموظف أحد ضحاياه! ياترى كيف سيترك منزل أحلامه، الذي عمل طيلة عشرون عاماً، في بناءه ؟! وكيف سيفارق أهله، وجيرانه، وأصدقاءه، وحيه الذي ولد فيه، ونشأ بين أزقته التي حفظها زقاقاً زقاقا، ومنزلاً منزلاً، حتى أصبحت جزءً من كينونته! وكيف ستواصل زوجته وظيفتها؟! وكيف ستبتعد عن أهلها، وعن ذكرياتها وذاكرتها؟!

مرت عشرة أيام، وذلك الموظف هائمٌ على وجهه، يبحث عمن ينتشله من ذلك المأزق، فليس لديه من شفيعٍ عند الوزير، ولا يحمل الوزير من رحمة في قلبه، فلو وجدت لما فعل فعلته! فأوصدت في وجهه الأبواب، وتقطعت السبل، وأناخت رحلُ الأوجاع في قلبه، وأضعنت الفرحة من أيامه!
جميع تلك الهموم، إعترت مخيلته، والحافلة في طريقها الى مقر عمله، فحينما يصل هناك، يُكمل أوراق نقله! وهكذا إكتضت الهموم وزادت الآلام، فكّر في أن يترك العمل، ولكن ماذا سيفعل، وماذا سيعمل، وقد قضى عشرون عاماً في وظيفته تلك، سيما مع ما يمر به البلد من تقشف!
لم تكن في حسبانه تلك الأمور، قبل أن يخط معالي الوزير، أمر نقله الى محافظة بعيدة، ولا يعلم الوزير؛ أن ما يخطه القلم، قد يكون أشد من وقع السلاح!

دخلت الحافلة في زحام شديد، طال لأكثر من نصف ساعة، وحينما تحركت، أغمض الرجل عينيه، وسقط من مقعده مغشياً عليه، عندها أضطرب زملائه وتوقفت الحافلة على جانب الطريق، ونقلوه الى المستشفى، وقد فارق الحياة إثر جلطة قلبية! إذ قدمته يد الأقدار قرباناً للذكريات!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك