المقالات

قتله الوزير صبرا!

2543 2015-01-21

ارتدى ملابس العمل كعادته، وخرج في الصباح الباكر، كي يستقل باص النقل، ذاهباً الى مكان عمله، تدور في رأسه عشرات الأفكار، حاملاً على أكتافه أثقالاً من الهموم، مالذي سيفعله ياترى؟! فقد تناثرت أشلاء الذكريات في شتى أنحاء مخيلته! فمنذ ذلك اليوم الأسود، لم يفتأ قلبه يعاقر الألم!
في لحظات غضب إجتاحت سكينة معالي الوزير، طفق يخصف بموظفي وزارته، يهجّر بهم الى شتى المحافظات، ليواري فشله في إدارة الوزارة! وذلك الموظف أحد ضحاياه! ياترى كيف سيترك منزل أحلامه، الذي عمل طيلة عشرون عاماً، في بناءه ؟! وكيف سيفارق أهله، وجيرانه، وأصدقاءه، وحيه الذي ولد فيه، ونشأ بين أزقته التي حفظها زقاقاً زقاقا، ومنزلاً منزلاً، حتى أصبحت جزءً من كينونته! وكيف ستواصل زوجته وظيفتها؟! وكيف ستبتعد عن أهلها، وعن ذكرياتها وذاكرتها؟!

مرت عشرة أيام، وذلك الموظف هائمٌ على وجهه، يبحث عمن ينتشله من ذلك المأزق، فليس لديه من شفيعٍ عند الوزير، ولا يحمل الوزير من رحمة في قلبه، فلو وجدت لما فعل فعلته! فأوصدت في وجهه الأبواب، وتقطعت السبل، وأناخت رحلُ الأوجاع في قلبه، وأضعنت الفرحة من أيامه!
جميع تلك الهموم، إعترت مخيلته، والحافلة في طريقها الى مقر عمله، فحينما يصل هناك، يُكمل أوراق نقله! وهكذا إكتضت الهموم وزادت الآلام، فكّر في أن يترك العمل، ولكن ماذا سيفعل، وماذا سيعمل، وقد قضى عشرون عاماً في وظيفته تلك، سيما مع ما يمر به البلد من تقشف!
لم تكن في حسبانه تلك الأمور، قبل أن يخط معالي الوزير، أمر نقله الى محافظة بعيدة، ولا يعلم الوزير؛ أن ما يخطه القلم، قد يكون أشد من وقع السلاح!

دخلت الحافلة في زحام شديد، طال لأكثر من نصف ساعة، وحينما تحركت، أغمض الرجل عينيه، وسقط من مقعده مغشياً عليه، عندها أضطرب زملائه وتوقفت الحافلة على جانب الطريق، ونقلوه الى المستشفى، وقد فارق الحياة إثر جلطة قلبية! إذ قدمته يد الأقدار قرباناً للذكريات!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك