المقالات

السبي الأيزدي .. طفٌ بلا حسين!/ قيس المهندس

1678 12:47:24 2015-01-19

قيس المهندس

أسرها تنظيم داعش، هي وزوجها وطفلها الرضيع، قتلوا زوجها، وأقتادوها الى أحد المنازل، وحبسوها مع طفلها في إحدى الغرف، كان ذلك المنزلُ مكتضاً بوحوش الصحراء الأجلاف، راودها أحدهم عن نفسها فأبت، منعوا عنها الطعام والماء، وساوموها فأستعصمت، وقالت: إنّ ربّي سيهدين! حلّ عليها ظلام اللّيل، فزاد من أوجاعها، وساورتها ذكريات العز، وأستوحشت من مصيرها المجهول!

نام طفلها الصغير جائعاً عطشا، فأصبحت الوحدةُ متمم ثالوث الظلمات لديها، لا جذعُ نخلة فتهزه، ولا طفلها يسوع كي تنبجس من تحته عيون الماء! ولم تشهدُ مائدة نزلت من السماء لغير الأنبياء، عاشت تلك المرأة المسكينة، ساعاتٍ من واقعة الطف الأليمة، وحاكت مشهد السبايا بلا أنيس، لا تدري متى يُنحر رضيعها، ولا تدري متى تُستباح!

كان لها زوجٌ تستظلّ بستاره، واخوةٌ يكفلونها، فإذا بها بعد العزّ ذليلة، وبعد الأمن تصارع مصيراً مجهولاً وبيدٍ جذّاء، ليس لديها سوى رب السماء كفيلا، إذ ناجته طويلا. في منتصف الليل جثمت الشياطين على صدور الدواعش، فأوحى الربّ الى حبيبه، فأجهش بالبكاء، أخذت الأم تنادي القوم: إن كان عدائكم مع الكبار؛ فمها هو ذنب الرضيع؟!

طرقت الباب مرات ولم يجبها أحد، وأخذت تطرقه بشدّة، وكأن روح القدس الذي نزل يوم خيبر؛ عرّج عليها، فركلت الباب وأقتلعته، والشياطين مازالوا يواقعون إخوتهم! ويرزحون في نومٍ عميق، حملت طفلها وهربت، وأخذت تمشي مبتعدةً عن وكر الوحوش، سارت قرابة أربعة كيلومترات، ليس لها من هاد الا الرب تعالى، إذ هداها الى دار أناس رحماء.

آواها صاحب الدار ثلاثة أيام، ومن ثمّ أخذها نحو "سيطرة للبيشمركة الكورد" وأتصلوا بأخيها، وجاء ليقلها الى البيت! لعلها كانت أفضل حالاً ممن سواها، فلم يكتف مسوخ داعش، بذبح الرجال، ووأد الأطفال، وأستحياء النساء، وإنما بلغ بهم من الدناءة، حداً تشمئز منه سباع الغاب، فكان كلما جُرح كلبٌ من كلابهم، أجبروا النساء على التبرع بالدم!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زهير غانم
2015-01-20
نتعاطف مع كل مظلوم ونساعده بكل ما نقدر لأننا مظلومين وعانينا من الظلم يجوز للكاتب ان يعبر عن مظلومية اي مجموعه من البشر وخاصة اخوة الوطن لكن ما لا نوافق عليه ولايمكن بأي شكل من الأشكال ان يقرن ذلك بمظلومية اهل البيت وقد اقشعر بدني عندما ذُكرت مأساة الطف والأنكى من ذلك ان يأتي الكاتب على ذكر الأمام الحسين عليه السلام في العنوان . المطلوب قليل من ادراك قدسية الطف وإدراك قدسية الأمام الحسين تحتاجون الى شيء من الخجل والأنصاف والدين لتعرفوا قيمة وحرمة ذلك حسبي الله ونعم الوكيل
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك