المقالات

طفلة مهجّرة في مشهد السياسيين ..!

1571 2015-01-13

بين هُنيهات الأمل البعيد، وطول الطريق، ووعورة مسلكه، وشدّة ظلام الليل، وقساوة البرد، ونفثات السباع الساعية وراء فريستها، تسير تلك الطفلة البريئة، باحثة عن أمّ لها، غيّبتها يد الأقدار! تجفّ الدموع في مقلتيها، وقد أجتمعت حولها وحوشٌ ضارية، إذ يمتزج الأملُ بالألم، فتضطرب السماء، وتضرب بسياط البرق، وتصرُخُ بأزيز رعدها!

في مشهد السماء المهول؛ ملائكٌ تكادُ أن تُطفأ أنوارها، لشدّة ذهولها، رافعةً أصواتها بالتهليل والتقديس، والشياطين تصاعد لتسترق السمع، والشهب مُحجمةٌ عن المسير! يكاد الكونُ أن يتصدّع، والجبال تنهارُ متهاويةً عن السُحب بلا توديع، وأنبياء الله في منازل السماوات، تخرج من مخادعها، متسائلةً عما جرى! ياترى مالذي زلزل عرش الرب؟!

فزعٌ في كل مكان .. قامت قيامة الرب! حيث ظننا أنها تجري لمستقرٍ لها، فإذا بنا نحنُ من يحفرُ هاويتها، ويسجرُ نيرانها، والرب بريء مما يصفون! وها قد أغلِقت أبواب التوبة؛ بوجه السباع، وظلامِ الليلِ الذي حُكمَ عليه بالنور الأبدي، والثلج بالذوبان، والشياطين المغلولة، والشُهُب تحترق في مواضعها، وأولئك الساسة ..!

في زاوية من زوايا الأمل الموءود، في مشهد السياسيين؛ منهم من يرتشف الخمر، وسط جمعٍ من الغواني، تتراقص وتترنم مُطربة، تناغيهم بمودّة مصطنعة! وآخرون يحملون على أكتافهم، أحمالاً من أوساخ الدنيا، ممتلئة جيوبهم، وبطونهم، وأرصدتهم في المصارف، غير آبهين بما يجري، وإن إحترقت الأرض ناراً، وسُيّرت الجبال، وطويت السماء!

منهم من يفترش سجادة الصلاة، حاملاً قرآنه، وآخر يحمل إنجيله، يضمه على صدره، لا يعلمون أن غضب الربّ إن حلّ، فلا الصوم ينجيهم، ولن ترقيهم شمعة القدّاس، ولا كرامة لصومعةٍ، ولا كنيسٍ، ولا مسجد! فقد إجتمعت قوى الظلام في الأرض، على وأد تلك الطفلة اليتيمة، وقُتلت النفس الزكية، وقُضي الأمر!

على قارعة الطريق، ضرب المستضعفون أخبية العزاء، ماتت الطفلة المسكينة! ومازالت عدالة الربّ تلاحق الجناة، ماذا يرتقبون؟! إلا مزيداً من العذاب، ولن ينجو إلا من كُتب عليه، أن يُذبّح أبناءه بسكّين إبراهيم! وسط جمعٍ من الملائكةِ، تتلوا عليهم كتاب الرب: إنّ بطش ربك لشديد، إنّه هو يُبدء ويُعيد ..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك