المقالات

السرطان القاتل.. في دولتنا / زيد شحاثة

1630 2015-01-01

زيد شحاثة

ينجح أي عمل أو فكرة إن تكامل تنفيذها, بعض الأعمال تحتمل الإنجاز الجزئي, ويتحقق من هذا بعض المردود, بعضها الأخر يستوجب الإكمال, وإلا لن تتحقق أي فائدة مرجوة, وربما ترتد ليكون العمل وبالا على القائمين به.

في علم الأمراض, تستند فكرة العلاج, بعمل الدواء على إضعاف المرض أو مسبباته, من فيروسات وبكتريا, ليتاح لمناعة الجسم, ومنظوماته الدفاعية, أن تستعيد زمام المبادرة, فتقضي على المرض.

بعض الأمراض تحتاج لتداخل جراحي, لإزالة الجزء المصاب, نتيجة لتلفه وتحوله لبؤرة يتنشر منها المرض مرة أخرى, كما يحصل في حالة مرض السرطان مثلا, أعاذنا الباري من شروره.. هذا المرض الخبيث, يستلزم علاجه, إزالة أي جزء يصاب به, ولو كان خلية صغيرة, وإلا كان التداخل الجراحي فاشلا, وأصبح الجزء المتبقي بؤرة جديدة لنشر المرض, وعاد الحال أسوء من الأول.

بعد التغيير الكبير عام 2003, كان التصور السائد, أن الدولة العراقية, سيعاد بنائها وتشكيلها, بصورة ونماذج وأفكار, تكاد تكون مثالية, وبمواصفات لا تصلح إلا كأمنيات, إلا أن ما حصل خلال الحكومات السابقة, كان محاصصة طائفية أو مناطقية أو حزبية.

حاولت بعض الأحزاب الحاكمة, أن تمارس اللعبة بذكاء, فتستغفل شركائها وجمهورها.. فرغم أنه صار من المقبول, أن تكون المناصب السيادية والوزارية, وبعض المناصب المهمة, موزعة طائفيا وحزبيا!.. لكن ما لم ينتبه له الشركاء والمواطن العادي, أن هناك مناصب وسطية ومفصلية في أن واحد, كوكلاء الوزارات, والمدراء العامون, ومناصب الهيئات المستقلة, وهم من يتحكم حقيقة بعمل الوزارات, ويديرون الحياة العامة للدولة وشؤونها.

هذه الطبقة من الدرجات الخاصة, يبلغ تعدادها المئات.. نعم المئات, بمميزات خاصة, وسلطات واسعة, جيرها كثير منهم, لصالح أحزابهم, ومن يراجع قليلا سير الانتخابات الأخيرة, والإستغلال بشع للمال العام, سيُصدم من حجم الفساد والإنحراف الذي وصله الواقع العراقي, وأخطر ما في هذا الحال.. أنه يؤسس ويشرعن لقادم أسوء.

يعتقد كثير من المراقبين للشأن العراقي, أن تشكيل الحكومة الحالية, بتوجهاتها المختلفة عن سابقاتها, كإنفتاحها على العالم, وعدم ظهور نزعة إنفرادية فيها لحد الأن, يعد خطوة كبيرة بإتجاه التغيير الإصلاحي.. لكن هذا التغيير, دون فعل شيء , حول تلك المناصب المفصلية, التي زرعت بأشخاص, ميزتهم الوحيدة, أنهم مقربون أو اتباع, لرموز حاكمة أو متنفذة, سيجعل العملية, فارغة من محتواها, لأنها ستكبل الدولة, و لن تتيح لها النجاح في تحقيق شيء على الأرض,

المراجعة والتقويم عملية يجب أن تستمر, دون توقف أو تلكؤ, لكن حلولا ترقيعيه, أو غضا للنظر عن مسؤولين فاسدين إرضاء لحزب ما, أو جبرا لخاطر مسؤول فاشل, لن يشفي دولتنا, من مشاكلها المتعددة, التي كادت أن تفتك بها.

بقاء أي بؤرة ولو كانت صغيرة, من سرطان الفساد والفاسدين أو أذنابهم, في الجسد العراقي, سيتيح لهذا السرطان أن ينتشر مرة أخرى عاجلا أو أجلا.. وعندها لن ينفع معه علاج.. وسيكون قاتلا.

31/5/150101

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك