المقالات

قبل أن تغلق أبواب المرجعية

1599 2015-01-01

ألحق أباك, وأركب سفينة النجاة, ولا تأخذك العزة بالإثم, فلا عاصم اليوم من أمره, وقد جاءك مثل الذين من قبلك, إذ غرتهم الدنيا بغرورها, فأصبحوا على ما فعلوا نادمين, وما قولهم لك بأنا ناصروك, إلا حسدا من عند أنفسهم.

أبواب فتحت فالحذر من التسبب بإغلاقها, ونصيحة أبوية صادقة, طوبى لمن سار فيها.
أغلقت أبواب المرجعية الرشيدة بوجه الحكومة العراقية السابقة, لعدم التزام رئيس الحكومة السابقة بوصاياها المباركة, التي كانت تمثل أغلب الشعب العراقي, أصبح العراق منافسا على المركز الأول في الفساد العالمي, لم يخل يوما من أيامه إلا و أصبح يوما دامي, فاضحا عورة فساده بسقوط الموصل.

ليس من المعقول أن تخوض الحكومة الحالية, تجربة الفشل السالفة, ولكن الحذر من نزغ الشيطان, فشياطين الإنس قد أزعجتهم أبواب الرضا الأبوي, التي فتحت أمام الحكومة الجديدة, وهذه الانتصارات التي تكللت, أمام حلفاء الليل و أعداء النهار, وفضحت ما أثقلت من مضاجع الصفقات الفاسدة.
لكن؛ ما دامت هناك أذرع للإخطبوط, فلا أمان يرجى من تقربه إليك, سرعان ما يحكم قبضته, ويبث حبره المسموم, فلا صريخ يستصرخك, ولا عيون لرأفة أبوية تنظر إليك, فقد رسمت لك العقول الراجحة طريق نجاتك, و أمرت بالتغيير الجذري, أي قطع أذرع إخطبوط الفساد, حتى وأن كان من حزبك.
اليوم جميع العيون متجهة صوب رأس الحكومة, وفي الأمس وقبل أن يكون هذا الرأس رأسا للحكومة, لفقت له شتى التهم, كالتآمر, و الانقلاب السلمي, والتفرد في القرار عن الحزب, ليس لشيء, ولكن لأنه قال كلمة حق ضد سلطان جائر, و أبى أن يخالف الرأي الصائب لمرجعيته الرشيدة في التغيير. 

تلك العيون بدأت تتقرب بتودد لشخص العبادي, بيد أنها مليئة بالحسد و الحقد عليه, منها ما قوبل بالرفض القاطع والصريح من قبل العبادي, كما حدث مع لسان البعث الناطق حنان, ومنها ما أهمل, ولكن لازال فيها من يقابل بغض البصر تارة, والمغازلة تارة أخرى.
كثيرة هي العيون الخائنة, وعلى العبادي ذر الرماد عليها, فكما غازلت سلفه وتمكنت من بلوغ مأربها, فهي تغازله اليوم بحجة قربها منه, فليس من العقل الإبقاء عليها, وقد تغازل غيرك, كما ليس من العقل الأمان منها ولا زالت تغازل غريمك, وما حدث في احتفالية الذكرى الثالثة للسيادة الوطنية خير برهان.

أبواب المرجعية لا زالت مفتوحة, وقد وجهت بالتغيير في جميع مفاصل الدولة, ولا زالت تراقب عن كثب, إلى ألان لم ينحى المدراء العامين الفاسدين عن مناصبهم, فهل تغلق أبواب الرحمة من جديد بسبب المحاباة الحزبية؟! 
كلام قبل السلام: على رئيس الحكومة الحالي, بيان حسن النية, بقص أذرع الإخطبوط الفاسد قبل فوات الأوان, وقبل أن تغلق المرجعية أبوابها, فيسر عدوك, ويخيب ضنه بك صديقك, وتصبح طريدا آخر للمرجعية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك