المقالات

مصلحة الوطن أم الوطن مصلحة؟! / أمل الياسري

1585 2014-12-30

امل الياسري

الساحة العراقية تعيش مرحلة التغيير, والتساؤل يطرح نفسه, أين كان السياسيون من مصلحة الوطن وأمنه, وإستقراره, وسلامة شعبه في أيام الحكومة السابقة؟, فكل شيء لا قيمة له أمام مسألة الوجود, فكل المسميات صغيرة جداً تجاه هذا الشعب العملاق, الذي تحمل كل شيء في سبيل الحفاظ  على وحدته وتماسكه, وتساؤلات عديدة تقفز الى الأذهان, حول شخصنة الحكم, في بلد يحاول بعض الساسة مع الأعداء إفشاله, ومحوه من خارطة الحضارة.

المتابعون للوضع السياسي العراقي يدركون تماماً, أن داعش صناعة بريطانية يهودية, وفقاً لنظرية عش الدبابير, ومن هذه الصناعة نهضت التساؤلات أين كانت أمريكا من داعش وتهديداتها قبل 10/6/2014؟, ثم أين موقف حكومة العراق السابقة, وهي تحمل كل الألقاب والمناصب (القائد العام للقوات المسلحة, ووزير الدفاع والداخلية وكالة,)؟, وأين هي مقررات الأتفاقية الستراتيجية العراقية الأمريكية؟!, وما دور الجيش العراقي في الدفاع عن العراق, وثلثي ميزانية الدولة صرفت عليه آنذاك؟.

العراق وهو يعيش آلام النزوح والرعب والقتل, يدرك تماماً  أن المجتمع الدولي قد تأخر في الإستجابة, لكن تقرب داعش من حدود أربيل, جعلهم يتسارعون, ويضعون الخطط, ويعدون العدة, للحفاظ على مصالحهم التي زرعوها في كردستان, فبدأت الخطابات الزائفة تتجه بحجج الحفاظ على سلامة الأقليات, وإحترام حقوق الإنسان, ومحاربة الإرهاب والتطرف والتكفير, فهل أن هذه الدول دعمت العراق لإن قلبها ينزف دماً, من أجل مساندة العراقيين في إستعادة أرضهم؟!.

نحن متأكدون أن العراق يشكل مصلحة عليا لهذه الدول المتحالفة, بـــ (ثرواته وخيراته الظاهرة والباطنة في المجهول), لكن كردستان تشكل رأس هذه المصلحة, ففضلوا أن تكون فوق كل الأولويات, بين هذا وذاك ينطلق الإستغراب مجدداً, فالعتب ليس على ساسة الغرب, بل كل العتب على الساسة العراقيين, لخيانة وطنهم وعدم الشعور بمسؤلياتهم تجاه التحديات, التي يتعرض لها وطنهم, هذا إن كان فعلاً وطنهم وموطنهم, فقد أبدعوا في خلق الأزمات.

العملية السياسية برمتها تحتاج الى تصحيح, فسوء الإدارة والتخبط الذي عاشته الحكومة السابقة, جعلت من العراق فصولاً متفرقة, فبين ميزانية إنفجارية وجيش فضائي جرار, وبين ملفات فساد يندى لها الجبين, فحولت فشلها الى مَن ورثها, وباتت الحكومة الجديدة تعاني شللاً عاماً في مفاصل الدولة, بين عجز في الميزانية, وفساد لا يمكن معالجته بسهولة, فكان الفاسدون مع الفئة التي تنادي, بأن الوطن مصلحة فقط, أما مصلحة الوطن فالى .....؟!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك