المقالات

هل ستوصد المرجعية أبوابها من جديد؟!/ قيس المهندس

1480 2014-12-26

قيس المهندس

هو التأريخ يعيد نفسه، بل الأحرى أنه يشِج الزمان بعضه ببعض، ليمدنا بسلاح الحِكمِ والعِبَر، لمواجهة مصاعب الحاضر، ونوازل المستقبل!

من أغوار ذلك الماضي السحيق، تلوح لنا نذر الخيبة، تترجل عن صهوة الزمن، لتخط لنا آفاقاً ضيقة، وتُمنّي فلكنا، بالإبحار في مياه غير ذات أعماق!

هي غصص نتجرعها على مضض، حتى ينتهي بنا المطاف، الى هاوية الذل والهوان، أو تسحقنا حوافر الدهر، بلا رأفة ولا رحمة!

حقيقةً لا نعلم، هل هي من حكمة الحكيم، أم مكر الظالم، أم أنها صنيعة الشيطان؟! فالشيطان أكبر الثلاثة سناً، وأشدّهم مكراً، وأمهرهم حيلة!

بين متاهات ذلك التأريخ المنقوص، وجهل الذوات الغارقة في تخبطات العالم السفلي، وخيلاء الظلم الذي غلً يد الغيب؛ تبقى سفننا بلا مرسى، تقلبها أمواج البحار التي بلا شواطيء!

أصبحنا مثل ذلك العابد العارف، الماثل على أعتاب معبد الأوثان المتحجرة، لا لسان لها؛ فتنطق ويستريح، ولا يمتلك معول إبراهيم ليحطمها! فهو يسجد لطينة لاك مائها وترابها بيده! ولو كان ثمة عدلٍ، لسجدت تلك الأوثان له شكراً وعرفانا! فهو الذي أنشأ لها صرح قدسها، وهو الذي سما بها الى مقادير تبرجها!

قديماً قالها شيخ الطائفة؛ أبن طاووس، حينما خيّر بين الحاكم العباسي الظالم، وبين هولاكو العادل! ولا نعلم هل كان هولاكو عادلاً بالفعل، أم أن مقولته كانت عن تقية؟!

تلك المقولة تزاورت بالأمس، حول أطياف مخيلتي، وأنا جالسٌ أمام شاشة التلفاز، مصغياً الى خطبة الجمعة، التي ألقاها ممثل المرجعية الدينية، في كربلاء المقدسة.

في معرض سرد توجيهات المرجعية الى الحكومة، قال: إن آفة الفساد يجب أن تجتث من جذورها، من كل مؤسسات الدولة، وألا تكون لإستهداف النزهاء والأكفّاء.

جذور الفساد: هم كبار المسؤولين، الذين صمتت الحكومة تجاههم! أما النزهاء والأكفّاء، فهم المغلوب على أمرهم، والذين كانوا وما يزالون، ضحية الوقوع بين فكَّي كماشة الفساد، في رأس هرم الدولة، وترهل مؤسساتها على أثر ذلك الفساد، بين مطرقة الفقر، وسندان السلطة الفاسدة، التي سرقت قوتهم طوال ثمان سنين!

يا ترى هل ستوصد المرجعية أبوابها، بوجه السياسيين من جديد؟! وهل سيبحث الشعب المظلوم، عن حاكم عادل مرة أخرى؟!

كما يقال: لكل مقام مقال، ولكل حادثة حديث، ولن يجدينا الرجم بالغيب، كما إننا لسنا نخشى من شيء، ولكن كي لا نلدغ من جحر مرتين، مهلاً، مهلا؛ فسوف تنبئنا الأيام بما خفي عنا، وليتها تكّذب مخاوفنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك