المقالات

الحسين ثورة في امة خاوية

1344 2014-10-29

عند الوصول لعام 60 للهجرة كانت نتائج السقفية متحققة تقريبا, فالانحراف عن ما جاء به النبي الخاتم (صلواته تعالى عليه واله وسلم ) كان كبيرا! لذا كان العالم يحتاج لثائراً يشعل جذوة الحق في قلوب الناس, وينبه النائمين من سباتهم الطويل, ويرسم طريقا واضحا للدين.
سار ركب الحسين (عليه السلام) بهدوء نحو كربلاء, بعيد عن الصخب , فما يعد له كبيرا, يفوق الأمور الدنيوية التي تجتذب الأخر, حسب التخطيط المحمدي لإعادة بث الروح في جسد الأمة, الحركة لم تكن لغير العراق, فلا مكان ينفع إن يكون محلا للخلود غيره, فحركة الحسين كانت لتحرير الإنسان, من الخوف والرضا بالذل, والانعتاق من قيود السلطان الجائر نحو أفاق الحرية الحقة, فهي ثورة من اخلص للخالق الديان, لإنقاذ البشرية من الضياع.

كيف شكل الثورة المناسب مع امة خاوية؟ هل ينفع الإعداد للانقلاب على حكم يزيد ؟ أم أن السيطرة على الأرض, وإعلان إقليم معارض يغير القيم ويبث الروح ؟ ويرجع بالإسلام بعد سنين الضياع؟ كلها لا تنفع ,بل إن حركت الإمام الحسين (عليه السلام) نحو الكوفة لم تكن سعيا وراء الخلافة, ومن يعتقد هذا فهو يجعل حقائق الحكاية.
أنها التضحية بالنفس والأهل وكل ما يملك, في سبيل هدف خالد, وعند هذه النقطة أصبح الحسين خالدا للبشرية, فالأجيال تقتبس من نور الحسين للخلاص من الظلم ,حتى ألان في الألفية الثالثة, الحسين هو مشعل النور للثائرين, ولولا التضحية لضاعت الأجيال في دوامات الحياة, الحسين اوجد لنا طريقا للخلاص, من سلكه كان معه. 
فالإمام الحسين عليه السلام وحركته المباركة, هي من أعادت الروح للدنيا بأسرها, وجعلتنا ننظر بتفاؤل للغد, بان تشرق الشمس التي خلف السحاب. ويتحقق العدل الإلهي على كل البسيطة. 
ترى كيف ستكون الحياة من دون عاشوراء, دنيا من دون العباس, أوعلي الأكبر وعبد الله الرضيع, أي دنيا من دون الصحابة حبيب وجون والحر, بالتأكيد ستكون دنيا أشبه شيء بالصحراء, مجرد رمال لا روح فيها, أن شعارات عاشوراء هي من نبه البشرية لأهمية إن يعيش حراً, فكلمات الحسين في يوم عاشورا تعيش في ذاكرة الإنسانية, تناقلتها الألسن بكل اللغات,(( لا أعطيكم بيدي أعطاء الذليل ,ولا افر منكم فرار العبيد)) و((هيهات منا الذلة)),قد صنعت حالة جديدة للبشرية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك