المقالات

في السياسة: ذئب يبكي تحت أقدام الراعي!

2991 2014-10-18

قاسم العجرش

في لعبة السياسية، كما يحلو للساسة أن يسمون عملهم، وفي جميع الأحوال؛ يعمل المشتغلين بهذا الحقل المهم من حقول النشاط الإنساني، على اللعب "على" و"بـ" جميع الأوراق، وفي لعبتهم هذه تخسر أوراق وتربح أوراق، ولكن ثمة ورقه وحيدة هي الخاسرة، إذ أن الورقة العراقية هي الورقة التي ستكون الثمن السياسي، الذي سيدفع لسداد استحقاقات غير عراقية!

حتى يتضح المقصد من الكلام؛ أكرر القول: إنهم يلعبون على كل الأوراق وبكل الأوراق.. يلعبون بنا وعلينا، ويلعبون بعضهم ببعض على بعضهم ببعض! يلعبون بيومنا على مستقبلنا، مثلما لعبوا بماضينا على حاضرنا!

مارس الساسة لعبتهم أو لعبهم بكل الأسلحة، بعضها فوق الطاولة، وبعضها تحت الطاولة، ما فوق الطاولة تناكفات ومعارضات، وشتائم وتسقيط لا أخلاقي، لبعضهم بعض نهارا، ينهونه في الليل بتقبيل بعضهم بعض، في ولائم يقيمها بعضهم لبعض!

قضية داعش ليست منعزلة عن ألاعيبهم، وصحيح أن معظم السياسيين ينددون بممارساتها، ويعلنون عدائهم لها، لكن بالحقيقة أن منهم من يتصرف وكأنه ولي لها، أو هي وليته، لا فرق، فبعضهم أولياء بعض!

أقرأ في نشرة أخبار قناة تلفزيونية، لحزب سياسي إسلامي سني، مشارك بالعملية السياسية، وله نواب في البرلمان، وله وزراء في الحكومة، ويعامل زعماءه كقادة عراقيين، لكن هذه القناة تغازل داعش، بمهاجمة المدافعين عن العراق، من أبناء الحشد الشعبي، وتطلق عليهم تسميات مهينة، من قبيل تسميتهم بالمليشيات المجرمة، والتنديد بهجماتهم على حواضن الإرهاب، ورفع العقيرة بالشكوى منهم، وكأنها تشكو عدوانا صهيونيا!

هذا الضجيج الطائفي، والتحريض ضد الوطن، وضد المدافعين عنه، جريمة بكل المقاييس والمعايير، ولا تبرير له، إلا بأن هذه القناة وحزبها، جزء من منظومة الإرهاب، ما يوضح بجلاء، بأن مشاركة هذا الحزب الإسلامي بالعملية السياسية، ليست إلا دور مناط بهم، كمشاركين في "اللعبة" السياسية، لمصلحة داعش، والتنظيم ألإسلامي العالمي الذي يحركها، والذي تموله قطر!  

ما يؤكد هذه الحقيقة، هو ما أعلنه القرضاوي قبل أيام، وأنتشر على شبكة اليوتيوب، من أن الخليفة الداعشي، "كان" من الإخوان المسلمين، وأنه يميل الى حب الزعامة، ولذلك هو يقود داعش اليوم! مع العرض أن هذا الحزب الذي نحن بصدده، هو النسخة العراقية من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، شأنه شأن حزب أردوغان التركي، وحزب مرسي المصري، وكل الأحزاب الشقيقة للحزب العراقي!

كلام قبل السلام: المخادع ذئب يبكي تحت أقدام الراعي!" ألبير كامو".

سلام.....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك