المقالات

لماذا ترفض امريكا مشاركة ايران ؟؟

1727 2014-10-01

تسارعت الأحداث بشكل غريب بعد أحداث العاشر من حزيران،بعد سقوط الموصل وبعض مناطق صلاح الدين والرمادي بيد عصابات داعش،وحدث ما يشبه الزلزال في معنويات الجيش والشارع العراقي،لان ما حدث أمر لا يصدق،خاصة وان الهزيمة التي تسبب بها الخونة والمتخاذلين،جرت فصولها وفق سيناريو غير متكافئ لا عددا ولا عدة، وكانت موازين القوى تصب لصالح الجيش العراقي.

ولان الانكسار كان كبيرا على الأرض وفي نفوس العراقيين،كان لا بد من من ردة فعل اقوى،تعيد رسم الخارطة من جديد،وتطلق أضواء الأمل والشجاعة في عتمة الليل والخوف التي تسبب بها حفنة من الجبناء والمتخاذلين وعديمي المسؤولية ،فكانت فتوى الإمام السيستاني بضرورة الجهاد الكفائي بلسما وداءا لكل العلل والاوجاع التي نزفت في الموصل وصلاح الدين والرمادي وكركوك وحزام بغداد.

وجاء تاثير مفعول الفتوى سريعا في صفوف القوات الامنية وابناء الحشد الشعبي الذين تمكنوا من اعادة موازين القوى الى حقيقتها،وفرضوا رسم واقع جديد،تمثل في اعادة مسك الارض،والحاق الهزائم بالدواعش والارهابيين والبعثيين والمتحالفين معهم،رغم كل القصور والخلل الذي رافق عمليات التشكيل والمشاركة الفعلية.

ان الواقع يقول،ان فتوى الامام السيستاني،واستجابة ابناء العشائر،وتصاعد الروح القتالية لابناء قواتنا الامنية،ووقوف العديد من الاصدقاء الى جانب الشعب العراقي،كانت عوامل كفيلة بتغيير موازين القوى،وكانت مقدمة لتطهير كامل التراب العراقي،رغم ان الحاجة كانت ولا زالت حقيقية الى تسليح قواتنا الامنية بما يتلائم وطبيعة المعركة،وتفعيل الجهد الاستخباري،ومنع تدفق جرذان الارهابيين،ووقف الدعم المالي والمعنوي والاعلامي.
ان تسارع الاحداث ،ودخول الامريكان ومعهم اكثر من اربعين دولة كطرف اساس في المعركة ضد عصابة داعش، امر يحتاج الى تنفس بعمق من اجل الوصول الى حقيقة ودوافع هذا التحالف ،وحقيقة الحاجة اليه ،وطبيعة العلاقة التي تربط امريكا وحلفائها من جهة ،والعراق من جهة اخرى،واسباب قبول الدول الارهابية في التحالف،ورفض مشاركة ايران المعنية بالامر اكثر من غيرها.

ان وجود تحالف دولي ضد داعش والعصابات الاجرامية وبهذا الحجم،امر جيد رغم انه جاء متاخرا،ولكن وكما يقولون ان تاتي متاخرا خير من ان لا تاتي ،لكن لمن تاتي ،وهل ان من أتى جادا في معالجة العدو،ثم اذا كان الامر يتعلق بواقع ومستقبل العراق،لماذا تقبل امريكا دخول بعض الاطراف التي كانت حتى وقت قريب ممولة وحاضنة لهذه العصابات، في وقت ترفض مشاركة ايران التي تعتبر حليف اساس للعراق وشعبه ولم يسجل عليها اي شائبة بما يتعلق بدعم الإرهاب.

ان مراجعة معطيات التحالف الدولي حتى ألان،لا تؤشر اي تقدم في مجال القضاء على داعش وتمددها،بل ان عصابة داعش وجدت من الحرية والمساحة في ظل وجود تحالف امريكا ،ما لم تجده في مواجهة الجيش العراقي وابناء الحشد الشعبي.

علينا ان لا نثق كثيرا بامريكا وحلفائها لانها تبحث عن مصالحها ولا تبحث عن مصالح الشعب العراقي ويجب علينا ان نبقى متيقظين وعاملين بفتوى الإمام السيستاني إضافة الى الاعتماد على الأصدقاء الحقيقيين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك