المقالات

العبادي وتركة المالكي

1694 2014-08-26

بعد التركة الثقيلة؛ التي خلفها النظام البائد، عام ،2003 أكهل بها العملية السياسية التي جاءت بعده.
سارت العجلة، وتقدمت العملية السياسية، وأفرزت كتابة دستور دائم، وإقرار نظام برلماني قائم على الديمقراطية، بمشاركة المواطن في اختيار من يمثله، هنا كانت طفرة نوعية بين النظامين، رغم المنغصات التي شابتها.
اليوم وبعد أكثر من عشرة سنوات، تغير نظام الحكم بالعراق، لكننا لازال نعاني من أخطاء، وحماقة الحكام، ليومنا هذا نعمل بقوانين مجلس قيادة الثورة المنحل!
سنة بعد أخرى تزداد الموازنة الاتحادية، حيث وصلت في عام 2014 ما يقارب 140 مليار دولار! ليومنا هذا لم تقر تلك الموازنة ونحن على أعتاب نهاية العام!
كل هذا وذاك جعل المواطن، يتسال أين تلك الأموال؟ مما جعله أن يضع حكومة المالكي، في خانة الشبهة!
قانون المحكمة الاتحادية المعطل، الذي يمثل عصب رئيسي، لنظامنا الديمقراطي الحالي، وهو بوابة الأمان للعملية السياسية.
قانون مجالس المحافظات المؤجل الى حين، الذي تعاني محافظات الوسط والجنوب، الإهمال جراء تلك الحماقات.
قانون البتر ور خمسة دولار، الذي جعل هناك جدل بين المحافظات المنتجة للنفط والمركز، حيث البصرة هي البقرة الحلوب، وموازنة العراق من ضرعها المدرار، ولم تنصف رغم حصول صيحات ومطالب شعبية لإنقاذ المواطن البصري.
الإرهاب و"داعش" الذي اخذ يستبيح ليس فقط الدماء، بل والأعراض أيضا، وبيعهن في الأسواق، وكأننا في عصور ما قبل الإسلام.
العراق اليوم يعيش أوضاع نازحين، وقتل على الهوية، كما وباتت المناطق الغربية، والشمالية الغربية، وبعض مدن حزام بغداد، شبه خالية جراء تخبط في القيادة الأمنية، وفشلها بإدارة هذا الملف بحرفية.
بات العملية السياسية شبه محتضرة، لو لا توجيهات المرجعية الدينية الشريفة، و خطوة التحالف الوطني، الذي أنقذها باختيار ألعبادي ليكون رئيس للوزراء، قد حضي بمقبولية محلية من داخل التحالف الوطني، والشركاء بالعمل السياسي و دوليا وإقليميا، مما سيعيد حساباتهم، وسياساتهم الإستراتيجية.
باختيار العبادي، تم تثبيت جذور العملية السياسية الديمقراطية، و الانتقال السلمي للسلطة، كما سيعاني أيضا من بعض مشاريع القوانين المعطلة، وسيعاني أكثر من آفة الفساد، والإرهاب الذي اخذ الاثنين يستفحلان على الجسد الحكومي ويبقى ثمة سؤال يلوح بالأفق هل سيتجاوز الدكتور العبادي تركة الحكومتين حكومة المالكي؟ وما تبقى من تركة البعث؟.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك