المقالات

التمسك بالكرسي حتى لو احترق البلد

3112 02:00:25 2014-08-08

سوار الذهب عسكري سوداني قام بانقلاب عام 1985 وسيطر على الحكم لكن طموحه لم يكن فقط الحكم والكرسي , بل ابعد من ذلك , حيث عمل سوار الذهب خلال عام من حكمه على تاسيس السلطات الثلاث , وفتح باب الحريات من صحافة وتشكيل الاحزاب , ثم عمل على الاعداد لانتخابات ديمقراطية , ولم يرشح نفسه بل زهد بالحكم , وفاز الصادق المهدي , واعتزل السياسة سوار الذهب معتبرا ان رسالته كانت تاسيس البيئة الديمقراطية في السودان وليس التشبث بالكرسي , وهو كان يقدر ان يكون المنقذ والزعيم الاوحد للسودان لسنين طويلة , لكنه كان صاحب مبدء وقيم راقية نفتقدها في ساسة اليوم .

نتذكر اسوار الذهب ونتحسر على هكذا رجال نفتقد وجودهم في الالفية الثالثة ! حيث يعتبر البعض ( اغلبية ساسة اليوم) الكرسي مغنم لا يمكن التنازل عنه ابدا حتى لو احترق البلد ! فها هو البلد ينزلق نحو دائرة الحرب والتقسيم والعنف , والسبب خلل كبير في الحكومة ومؤسسات الدولة , ففشل السلطة التنفيذية لا يمكن نكرانه اوالسكوت عليه او تجميله ! فهو فشل فضيع ! ويضاف اليه فشل برلماني ساحق ! 

فكان الاولى على المروج للولاية الثالثة ان يبتعد ويترك الامر لشخص اخر كي يساعد في ايقاف نزيف الدم , بالاضافة الى ان الفاشل لا يمكن ان يكافئ بولاية ثالثة ! وهو فشل بامتياز ! فكي يحفظ ماء وجه كان الانسحاب هو التصرف الائق به , لكن الانانية هي التي تسيطر على الساحة ! فالتفكير بانه لا يمكن ان يقدم شي مع كل الاعتراضات التي تحيط بترشيحه شي لا يهم عندهم ! او ان يخجل من كمية الفشل اللامتناهي التي صبغت كل ايام حكمه فلا يتردد بالتصريح بانه المنقذ وصاحب النجاحات التي لا مثيل لها في كوكب الارض!

ولو سعينا لتعديد انجازات الحكومة كانت اهمها الفساد الكبير في كل مفاصل الحكومة والعقود التجارية تفضح الرائحة النتنة ! ومحافظات مشتعلة !داعش والقاعدة وبقايا البعث تمسك الارض ! والاقتصاد متراجع معتمد كليا على النفط في ظل تخلف زراعي وصناعي وتجاري !والنفس الطائفي مرتفع نتيجة السياسات الخاطئة المتبعة ! واكثر من مليون لاجئ داخل العراق في الاشهر الاخيرة نتيجة الفشل في معالجة الازمات ! والاف القتلى سنويا كضريبة للفشل الامني للحكومة ! وعلاقات خارجية سلبية مع كل الجيران ! وارتفاع مستوى الجريمة في البلد ! واهدار الموازنات السنوية من دون تقديم شي للوطن ! 

هذه حزمة من انجازات الحكومة فهل يريد ديمومة هذه الانجازات الغريبة !اي جنون نعيش ؟ والاغرب ان هناك عشرات الاقلام المطبلة لهذا الخرف الغريب ! والعشرات من المحللين السياسيين المدافعين عن الفاشل وفشله !

اننا نعيش في زمن كسوف الضمير ! وغرق المبادئ ! وتمظهر فاضح لصفات الشيطان ! مما تسبب بحلكة الحاضر وغياب شمس الحقيقة !
والان مع قافلة من ساسة اليوم المتشبثين بالراي والمنصب والمشورة, هكذا امر يجعلنا ننتظر معجزة سماوية تريحنا من جنون الحاضر . فقط هذا ما يمكن ان يصلح حالنا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك