المقالات

دولة القانون والرسائل الواضحات

1483 2014-08-05

ألنجف ألأشرف تلك الأرض المقدسة, التي تحوي في ثراها جثامين الأنبياء, من آدم ونوح وهو وصالح, ومرقد الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب, عليهم السلام, وكثيراً من الأتقياء والصالحين.
عُرِفَتْ إضافة لما تقدم بانها مدينة علمية, حيث ضمت أكبر مدرسة فقهية, لزعامة الشيعة في العالم, وقد أطلق عليها الحوزة العلمية, لحيازتها على علم الرسالة المحمدية, مع السيرة الثرة لآل بيت رسول الانسانية صلوات رَبي عليه وآله.
فأصبحت مصدر إشعاع إنساني للعالم؛ وأثبتت زعامتها عبر العصور, حياديتها بين كل المذاهب.
هذه المدرسة تخرج منها فطاحل العلماء, قادوا العالم الإسلامي لعصور,
كما أصدرت ومازالت تصدر من الفتاوى المتعددة, فيما يخص المجتمع العراقي, بكل مايهمه ضمن الشرع الاسلامي, أثناء الإحتلال البريطاني, حيث ثورة العشرين التي كانت أوضح فتوى, لكبح جماح المحتل, كما قامت بفتوى حرمة قتال الأخوة الكرد, بداية الحكم الجمهوري.
كما أن هذه المدرسة, تعرضت أثناء عصر الطغيان البعثي خصوصاً للتصفية, حيث أُعدِم عدد من العلماء, كسماحة السيد محمد باقر الصدر, مع نخبة من آل الحكيم داخل العراق وخارجه, رضوان الله عليهم وغيرهم.
مما حدى بغلق أبوابها, كإجراء إحتجاجيٍّ على الممارسات الطاغوتية الصدامية, فكان الرد هو اغتيال نخبة من المجتهدين على أيدي جلاوزة الطاغية, كالشيخ علي الغروي" قدس سره" وثلة من العلماء, أملاً في تركيع هذا الصرح الشامخ, لتنفيذ مآربه الشيطانية.
أثناءالاحتلال الامريكي, تم تحديد المسار السياسي, ووجهت بعد استفتاء جماهيري, نوع الحكم الجديد.
تأريخ غنيٌ بالصمود, عرفه القاصي والداني, إلا أن البعض يتصور, أنه قادر في ترجيح رأيه, على الزعامة الروحية!
يبدو ذلك جَلِياً عند الانتخابات الأخيرة, حيث دعت المرجعية للتغيير, وإختيار الكفوء والنزيه, ومن يحظى بمقبولية واسعة, للسير بالعراق الى بر الأمان, للخروج من الأزمات التي تفاقمت, الى أن وصلت الى حالة تفكيك النسيج العراقي, وضياع مُدُنٍ عدة, بيد داعش, إنطلاقاً من تقديرها للوضع, أصدرت فتوى الجهاد ألكفائي.
بعد فتوى عدم التشبث بالمناصب, جُنَّ جنون المتشبثين, فراح البعض يصرخ في الفضائيات, أن لا تدخل للدين بالسياسة! مع أنه ظاهراً من المسلمين! بعد أن كان يلوذ بفتاوى المرجعية ويمجد بها, لرؤيته الضيقة أنها كانت تدعمه!
ولصدور بيان من أحد المراجع في قم المقدسه, لدعم رأيهم المخالف لسيرة المرجعية.
دعى ذلك الأمر تدخل السيد ألخامنئي, باعتباره المرشد الأعلى, وأرسل وفوداً, من الساسة والعلماء, لتأييد فتاوى السيد الزعيم الأعلى, كما قام الشيخ رفسنجاني بالتأييد أيضاً, مما أدى لتغيير واضح, من قبل منظمة بدر التنظيم السياسي, القريب من المرجعية الإيرانية.
وقد وصف بيان لعلماء قم المقدسة بوصف رأي المرجع الشاهرودي, لمغازلته دولة القانون, بأنه" شنشنة معروفة دوافعها" رداً من فقهاء وقادة حكومة إسلامية هي الأقرب, حتى الأمس القريب, لمن قاد البلاد لمنزلق خطير.
فهل بعد ذلك جدال حول التمسك, بالكتلة الأكبر مع بطلانها واقعياً ؟
نسأل الباري حسن العاقبة, وإحترام من يريد بالعراق خيراً, مع إختيار رأي المرجعية ألسَديد, فهم الملاذ لللجميع.
مع التحية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك