المقالات

ما سيحدث هل هو التغيير المنشود في العراق

2405 2014-07-15

عمار العامري/الباحث في الفكر الأسلامي السياسي المعاصر

أن ما يترقبه المواطن العراقي والمتابعين للشأن السياسي، لم تكن هي حالة التغيير التي طالبت بها المرجعية الدينية ولا الغالبية من الشعب، وأن التغيير الذي كان مخطط له أن يتحقق، لم يتحقق كليا وهذه هي السياسة، لأن التغيير يشمل الآليات والسياسات والأشخاص، وأن من أسباب ذلك، عدم الأنصياع الكامل لتوجيهات المرجعية قبل الأنتخابات، وهذا ما ساهم في عدم تحقيق كل مايطمح له المواطن العراقي...

ويبقى أن نسأل؟ 
هل تغيير شخص المالكي له تأثير على العملية السياسية ؟ الجواب قطعا أن له تأثير كبير، مهما يكن من يأتي خلفا له لن يستطيع أن يقوم بما قام به المالكي، لأسباب أهمها: ستكون هناك حزمة من الضوابط ستمنع رئيس الوزراء القادم من أتخاذ أي قرارات فردية، وأهم ما سيعمل عليه هو:

أولا: تغيير أعضاء المحكمة الأتحادية التي منحت مجلس الوزراء (المالكي) صلاحيات واسعة، وقد سحبت بذلك البساط من البرلمان، وأهمها تقديم مجلس الوزراء مشاريع القرارات لتقديمها لمجلس النواب، وبعد التغيير يصبح البرلمان هو صاحب المبادرة في طرح القوانيين وأقرارها.

ثانيا: عندما يكون هناك مجلس وزراء على أقل الأحتمالات لا يأتمر بأمر شخص واحد، يستطيع أن يتحكم أعضاءه في أتخاذ القرارات الوطنية التي تخدم الوطن والمواطن، وأهمها ألغاء التعيين بالوكالة للوزراء والوكلاء، وأيضا تقديم مجلس الوزراء أسماء القادة الأمنيين للبرلمان وهو من يختار حسب ضوابط، وبذلك تكون المؤسسة العسكرية مستقلة، وتعمل وفق المنهج الوطني وتبتعد عن القيادة الأحادية والولاءات الحزبية.
ثالثا: عندما يكون هناك فريق متكامل ومنسجم لأدارة الدولة، ورغم عدم قناعتنا ببعض الأسماء المطروحة، الأ أن تأثير مزاجية الشخص الواحد ومستشاريه (حاشيته) على مقدرات الدولة ستكون قليلة جدا، مقابل أرادة جماعية وأراء متعددة من شأنها خلق توازن في القرار السياسي.

ويبقى التغيير في أول مراحله وبالأمكان أن تحصل خطوات أكثر تأثير في الأمور العامة، لاسيما أذا أستطاعت الحكومة القادمة من الأنفتاح الحقيقي على كل شركاء القرار العراقي، لأن ما حدث كان بسبب أساليب التهميش والتضليل التي مارستها فئة معينة مع الجميع، وأستغلالها المنابر الأعلامية وسيلة للتلاعب بالرأي العام وتشويش الحقائق، وعدم الأكتراث بتوجيهات المرجعية الدينية، بعدما وصل الحال الى ماهو عليه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك