المقالات

المرجعية الموفقة


محمد علي

مرجعية السيد السيستاني حالها كحال أية مرجعية تتصدى للقيادة الروحية والدينية للأمة بدأت جهادها بعد استشهاد السيد السبزواري قدس الله نفسه والذي لم يمهله النظام النافق سوى شهور قليلة لتكون هي المرجعية الأساسية في العراق وبدأ جهاد مرجعية السيد السيستاني في ذلك الظرف العصيب الذي كان الشعب برمته يرزح تحت وطأة الغول البعثي النتن.
ولم تسلم مرجعية السيد حينها من ضغط النظام العفلقي من جهة ولم تسلم من ضغط الإسلاميين ولا من ضغط الشعب فتجاوز البعض ونعت المرجعية بأنها صامتة وغيرها من المرجعيات بأنها ناطقة وشحذت بعض الأقلام لتنال من هذه المرجعية ومن منهجيتها ككل ولتطعن بها وتقف لتحاسبها على كل صغيرة وكبيرة وهب البعض ليدافع عن المرجعية ويصفها بالرشيدة ليبين حقيقة منهجية هذه المرجعية.
وصمدت مرجعية السيد السيستاني لتقف بوجه كل تلك الضغوطات لتتحمل ما ألقي على عاتقها من ثقل المسؤولية الشرعية لتكون الدرع الواقي للإسلام الذي كان همها الأول.
وجاء الاحتلال والمرجعية تتخذ الحذر في بياناتها وتحاول أن تحفظ الدين والأرواح وتصدر بيانات التهدئة وتحريم أموال الدولة ونهبها والألسن السليطة تنال من المرجعية وتتهمها بالجبن وعدم مقاومة الاحتلال. ويتردى الوضع الأمني وتتصاعد الأزمات والمرجعية صمام الأمان.
وتحدث أزمة النجف والسيد السيستاني يقطع رحلة العلاج ليعيد الأمور إلى نصابها وليحمي حضرة أمير المؤمنين ع والأرواح التي اعتصمت فيها.
والقوات المحتلة تريد أن تسير النظام كما تشاء والسيد السيستاني يدعو للديمقراطية وقوات الاحتلال تحاول فرض أجندتها وتتم الانتخابات بأمر المرجعية وتخيب قوى الظلام , والمرجعية تنادي بالدستور والقوات الغازية تحاول أن تفرض على الدستور ما تريد والمرجعية تثبت ركائز الإسلام والشعائر الدينية في الدستور .
ويدق ناقوس الحرب الأهلية وطبولها بتفجير مرقد العسكريين ع والمرجعية تحقن الدماء وتطفئ نيران الحرب ويتعرض شيعة أهل البيت ع للتهجير والمرجعية تنادي بضبط الأعصاب وتدعو للتهدئة.
وتتوالى الأحداث وأصحاب النظر القاصر يرون أن المرجعية لا موقف لها حتى نعتوها بأنها غير مبسوطة اليد وراح بعضنا يدافع عن المرجعية بأن الخلل في الشعب وأن المرجعية لو أمرت . . . فإن الشعب قد لا يستجيب ويكسر كلمة المرجعية.
حتى جاءت الوقفة التاريخية والحازمة لهذه المرجعية عندما نادت بالجهاد الكفائي فاستجاب الشعب استجابة عجيبة بينت اللحمة بين الفرد و مرجعيته وبينت قوة المرجعية وهيمنتها على المكلفين وبينت حراكها العملي وقيادتها للشارع العراقي في الأزمات وأنقذت الحكومة السياسية من الانكسار وقامت بأقوى حملة تعبوية شهدها العراق تمثلت بتوجه الملايين إلى مراكز التطوع اكتظت الأخيرة بالمتطوعين.
لقد كنا نطلق عليها اسم المرجعية الرشيدة واليوم مع هذه الصفة ثبت لنا بانها ليست رشيدة فحسب بل مسددة موفقة منه تعالى وأن التحركات الواثقة الهادئة لهذه المرجعية ما كانت إلا بعين الهادي جل في علاه.
فهي تستحق لقب المرجعية الموفقة إضافة لكونها مرجعية رشيدة 
وهنيئا للعراق وأهله على وجود هكذا مرجعية رشيدة موفقة لقيادته 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك