المقالات

تراجيديا داعش ومكر الشيطان.

1383 2014-06-16

قيس المهندس

خمسة عشر ألف عام أو يزيد، خبرة إكتسبها إبليس طيلة حياته مع بني البشر، تلك الخبرة يضعها بين يدي من يرغب أن يكون شيطاناً بإمتياز. يحكي لنا التأريخ؛ كماً هائلاً من الفراعنة والقوارنة والنماردة، أرباعٌ وأنصافٌ وآلهة تامة، قياصرة وأكاسرة وأباطرة، أمويون وعباسيون وعُثمانيون، فاشيون ونازيون وصداميون وديكتاموقراطيون.
لعلها أقرب الى نظرية المؤامرة من الواقع، وما يدرينا ربما تكون مجرد وهم، وربما تكون هي الحقيقة! فهي لا تعدو سائر الفتن المدلهمات (يقبلن منكرات ويعرفن مدبرات)
التحركات الأخيرة لداعش، وتقدمها في العديد من مدن العراق الغربية، أثارت الكثير من اللغط والتساؤلات؛ عن طبيعة سيطرة تلك الجماعات الإرهابية، على مدن كالموصل وصلاح الدين وكركوك، وفي ذلك التوقيت الذي تزامن مع عزم الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات، تشكيل الحكومة الجديدة، وفي ظل إصرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته، على التجديد لولاية ثالثة، والذي لم يأل جهداً في تسخير كافة الوسائل الممكنة؛ المشروعة وغير المشروعة، لتجديد ولايته.
ثمة مؤامرة تحاك على البلد، تكشفها نتائج تحركات داعش المكوكية في مدن العراق، والتي كانت مثار ريب بعض الشيء؛ فالموصل تسقط بين يوم وليلة بيد داعش، بعد أنهيار المنظومة الأمنية العتيدة، وفرار كبار قادة الجيش العراقي الى كوردستان! ومحافظة كركوك تحت سيطرة القوات الكوردية بالكامل! وفرض حالة الطوارئ، والتي أصبحت واقعاً ملموساً، بتفويض شعبي (لسيسي العراق). وكأن ثمة سياسة حافة الهاوية، تجري على الشعب!
كمية الرعب التي دبت في قلوب المواطنين، والتي أنستهم كل الخلافات السياسية، والإعتراضات حول الولاية الثالثة، متوجهين الى مراكز التطوع، لحماية الوطن من الدواعش، وحتى المرجعية الرشيدة؛ أعلنت الجهاد الكفائي، ودعت كل من يستطيع حمل السلاح، الى الإنخراط في سلك القوات الأمنية، على الرغم مما جرى من خيانة كبار قيادات الجيش في الموصل، وأنهيار المنظومة الأمنية.
محافظة كركوك؛ حُلم يقظةٍ طالما أسهد ليالي كوردستان، والولاية الثالثة أملٌ يراد له التحقق عنوة، ولم يتبقى سوى إتمام تلك التراجيديا!
لابد لإرادة الشيطان أن تنتصر، بفارق خبرته التي سبقت وجود بني البشر، فهو الذي حاول بمكره خداع رب العالمين تعالى عز وجل، إذ قال له: (خلقتني من نار وخلقته من طين)
لعلها تكون مجرد نظرية مؤامرة، وربما تكون مكراً شيطانياً يقصر الشعب عن رده، حتى تمتد يد الغيب، لتعين أهل الحق على غلبة الشيطان.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك