المقالات

تحالف الأقوياء وحكومة الاغلببية على صفيح ساخن


ظاهر صالح الخرسان

بعد أن طويت المرحلة الأولى وهي النتائج الانتخابية وأفرزت مقاعدها تخوض اليوم الكتل السياسية في طبخة تشكيلة الحكومة والتي يراها المراقبون إنها من شان التحالف الوطني الشيعي الذي سيقوم بمهمة اختيار رئاسة الوزراء حيث عقدت الحوارات وبدا التفاوض والسباق بين الكتل لجمع اكبر عدد من المقاعد البرلمانية للحصول على الكتلة الأكبر حسب تفسير قانون المحكمة الاتحادية ... فان دولة القانون صاحبة مشروع الاغلبية تختلف اليوم عما كانت عليه قبل الانتخابات فتعرضهم لضغوط جراء خروج ما يسمى بالصقور في حزب الدعوة ودخول وجوه جديدة على المسرح السياسي من اقارب ومقربين للسيد المالكي ،وهذا يعتبر تحول رسمي في ايدلوجية الحزب والانطلاق به نحو العائلة الحاكمة وهي حالة موروثة في الحكومات السابقة  ومما اضعف شوكة التفاوض وظهور ثلاثة أقطاب رئيسية تجاوزت هيمنة حزب الدعوة في عدد المقاعد البرلمانية قطب العامري والشهرستاني وانتهاء مرحلة اختزال الاوامر والقرار التي كانت بيد الدعوة الإسلامية ،فقد حدد مسار تكيل الحكومة بمفهومين هيمنا على الواقع السياسي وهما مفهوم شراكة الأقوياء ومفهوم الأغلبية السياسية الذي لم يرى النور في مجالس المحافظات بسبب النتائج الغير متوقعة لحملة هذا الشعار يسعى السيد المالكي إلى تحالف شخصيات سياسية من كل المكونات من اجل تشكيل الأغلبية وبات هذا المشروع خاسرا مسبقا لانه محكوم بالفشل بسبب ما تحكمه من توافقات سياسية مقيتة وتنازلات مقيتة وبذلك يكون تحالف دولة القانون اسير لهذه الطبخة واغلب هؤلاء المنتمين "المنشقون" يرغبون بمناصب واستحقاقات وامتيازات ..

ومفهوم شراكة الاقوياء الاكثر حظا والأكثر مقبولية بين الكتل إلى هذه اللحظة الذي يتبناه السيد الحكيم وفريقه من الأحرار والجلبي والذي ينطلق به من التحالف الوطني وطرح مرشح لرئاسة الحكومة لكنه تعثر بحجر دولة القانون التي وضعت رجلا في التحالف الوطني ورجلا اخرى خارج التحالف للانفراد بالسلطة ضمن مشروعها "الأغلبية السياسية" ولم يقصر الصقور وقواعدهم في محاربة هذا المشروع طائفيا وتحشيد العقل الجمعي على انه مشروع خيانة وداعشي قد تبناه خونة الشيعة المجلس والأحرار !

وبذلك فان تأخير المفاوضات وانتظارهم يؤثر سلبا على التحالف الوطني وعليهم المضي قدما وترك مشروع الأغلبية ومن يتبناه خارج اللعبة فنجد ان معظم ممثلي اطياف الشعب العراقي ترغب في لملمة الأمور ومداواة الجراح وتصحيح الأخطاء القاتلة خلال دورتين لم نجني منها سوى الأزمات وضعف الحكومة والفجوة بين السلطات الثلاث فالعراق لا يمكن حكمه من طيف واحد ولا كتلة واحدة ولا ينجو الا بمشاركة الجميع والإعلان عن انتهاء هيمنة الشخص الواحد والفرد الحاكم وغيرها

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك