المقالات

العراق...........بين سلطتين

1407 2014-06-03

المهندس علي هادي الركابي

المتتبع لما يحدث سياسيا في العراق ،يدرك حقيقة واحدة لاتقبل للشك والتاوييل ،ولاتوجد هذه الحقيقة في كل القواميس السياسية السابقة واللاحقة،الا وهي ان العراق قد فقد توازنه بين الديمقراقطية الهشة والديكتاتورية الوليدة على انتقاضها .فبعد عشر سنوات من التغيير ،والجهاد ب80 قبلها ،اكلت الحرث والنسل ،وجاء الطغاة خلالها تباعا، بنوا خلالها المجد الكاذب ،لهم ولعوائلهم ،ولمريديهم ،فقدنا خلالها اجمل سني التطور المفترضة وضاع من خلالها الامل بالتغيير .

الى ان جاء صدفة ،بعد عناء طويل مع كلمة النصر ،فتحقق المزعوم نصرا ،من خلال الدماء ،او من خلال مصلحة الامريكان .ففرضت الديمقراطية على شعب لا يعرف كيف ولماذا يستخدمها ،ومتى ؟يستخدمها .فجاءت بتائج ركزت على استخدم السلطة في التشبث بالسلطة اي استخدم الديمقراطية في انتاج الديكتاتورية ،وهما سلطتان متناقضتان وبعيدتان كل البعد عن بعضهما ولو ان القوى السياسية في العراق ،التزمت تعاليم المرجعية الدينية العليا في الأسس و المعالم العامة التي وجهتها للقوى السياسية في طبيعة تشكيل الحكومات والالتزام بها واعتبارها منهجا لذلك،لما حدث ما حدث في العراق من تمسك بالسلطة ، وما يفرزه هذا التمسك من مشاكل كبيرة قد تطيح بالتجربة الفتية في البلاد .

إن مبدأ المشاركة السياسية للقوى السياسية المختلفة لمكونات المجتمع العراقي هو العلاج الناجع لمشاكل البلاد من أزماته استنادا على أساس مبدأ الكفاءة والنزاهة والقدرة على تقديم الخدمات لإدارة البلاد مما يضمن إزالة الشعور بالإقصاء والتهميش .اننا نعيش في اوقات حرجة جدا في هذا الوقت من تاريخ العراق العصيب ،فما ان نرسخ مبدا الديمقراطية ، والتداول السلمي للحكم ،والشراكة الحقيقية للاخرين في قيادة الدولة ،واشعار جميع العراقيين بروح المواطنة ،عن طريق تغيير شكل التحالفات ،واختيار الشرفاء ، الاكفاء للقيادة القادمة ،وانهاء مفهوم الولايات الطويلة الامد ،الثالثة ،والرابعة وربما الخمسين .واما ان نكون امام دكتاتورية لامنتهية ،وحكم الاصهار والابناء والاقارب ،واستخدام ثروات وموارد الدولة في الانتخابات ،والتسقيط الكيدي السياسي للخصوم ،وتسقيط المرجعيات والحوزات الدينية ،وخلق الازمات السياسية والعرقية والطائفية بين مكونات الشعب الواحد .في كل مما مر، يجب اتخاذ القرار وبسرعة من قبل الخييرين في هذا البلد ،وان ان يكون سريعا ،وقويا هادرا ، وهو نعم للديمقراطية الفتية ،وكلا والف مثلها لديكتاتورية قد ولدت سريعأ ، وستموت سريعا ...كاختها الاخوانية المصرية ،فهما شبيها الولادة ،والتاريخ،وحب السلطة ،والكذب ...وربما الهزيمة .....ايضا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك