المقالات

حسن الاختيار بالتأني والاصطبار

1084 2014-04-27

سعد الزبيدي

كثيراً ما يستعجل الإنسان في خُطاه, كلاماً وفعلاً, كونه يظن أنه كامل, مع إنه يردد, ألكمال لله.
ومن هذا المُنطَلق نشأت الأنظمة ألدكتاتورية, حيث يرى ألحاكم, أنه هو ألوحيد ألقادر إدارة بلده.
بعد إحتلال ألعراق, من قبل ألجيوش ألمتحالفة, إرتأت ألمرجعية الدينية في النجف الأشرف, أن تجري إستفتاءً شعبياً, تُخيِّرُ ألمواطن ألعراقي, بين ألنظام ألجمهوري ألرئاسي, أو أن يكون نظاماً برلمانياً, مُنتَخَباً من قبل ألشعب.
إنها مفاجأة لمن جاء ليحكم فقط, حيث لم يحسب حساباً للمرجعية ألدينية.
لقد إختار ألعراقيون طريقهم ألجديد, ليكون ألحُكم "ديمقراطياً".
هذا الأمر لم يرق لمن جاء بالشعارات البراقة! كي يحكم فقط, فهناك فرق بين من يحكم ومن يبني دولة.
تم وضع لعصي ألحاقدة, لإفشال ألمشروع ألجديد, فقامت ألمرجعية, لتصويب الأخطاء وتصحيح ألمسار, تارة بالتوجيه للمواطن, وأخرى بالنصح للمسؤلين, ليقدموا الأجود بالعمل ألجاد, لخدمة ألمظلومين وإنصافهم, بأن يحصلوا على حقوقهم, فلا يوجد عراقي لم يصبه ألظلم, إلا من كان سفاحاً بعثياً.
عندما رأت ألمرجعية أن الأحوال بدأت تتردى, من خلال عدم توفير الأمان, وتلاشي ألخدمات, مع إستشراء ألفساد, فقد قامت بغلق أبوابها, بوجه مسؤلي ألحكومة, لتظهر للشعب إمتعاضها, وعدم تأييدها للعمل ألرديء, أملا في مراجعة ألنفس الأمارة بالسوء.
وانتهت أعوام ثمانية, كانت الأغلبية من حصة قائمة, حاملة لمشروع توفير الأمن, ألذي لم يَسْتَتِبُ بالرَغمِ من ألميزانيات ألضخمة ألتي تم تخصيصها؛ وعدم وجود وزراء للدفاع وألداخلية, مما جعل الأوضاع, مرتبكة بصورة عامة.
وللفشل ألتام حصل إحباطٌ لدى المواطن, جراء كثرة ألأزمات, وتدهور ألخدمات, وتَفَشي ألفشاد, مما حدى ألمرجعية, الى نبذ كل ألمسؤلين في ألحكومة, وأمرت بعدم إنتخاب من جُرِّبَ ولم يَقُم بواجباته؛ تحت شعار "ألمُجَربُ لا يُجَرَّب".
فما كان من ألفاشلين, إلّا ألسعي, لتشويه أصحاب ألمشاريع ألحقيقية, بدلاً من أن يقوموا بالعمل, على تهيئة برنامج واضح لتغيير ألأحوال, وإبداء حسن ألنية للمواطن.
أكاذيب تناسوا عند طرحها, أن نبينا صلوات الباري عليه وآله قال: "ألكذب مفتاح كل مفسده". 
إستخفافاً بعقل ألمواطن, ألذي نادى بالتغيير, عمل ألفاسدون على إتهامات باطلة, لِيَثبُتَ فشلهم وفسادهم, لإتيانهم أفعالاً مضادة لما أمرت به المرجعيه.
لمن قام بالصبر والتحري ولم يعجل بالاختيار.
ألف تحيه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك