المقالات

أزيحوه كي لا ينافسه (صدام)..!

1484 2014-04-15

محمد الحسن

تسلّط الدكتاتور المقبور ثلاثة عقود ونيف, مارس خلالها أبشع وأخس صنوف الإستهتار والإستهانة بحقوق الشعب؛ حتى تحولت (الصدّامية) إلى ثقافة مستحدثة أنتشرت في ميادين الحياة المختلفة, ولازال العراق يعيش تراكمات إجتماعية من منظومة تلك الثقافة التي لن تتلاشى بمجرد التغيير الهرمي.
لعل (الصدامية) صارت معياراً للإنحراف لدى أوساط كبيرة من الشعب؛ بيد إن إزالتها يتطلب جهد إستثنائي أكبر من الإستهجان, يبدأ من هرم السلطة ويتدرج إلى أبسط موظف في الدولة العراقية الجديدة.. بعدها ممكن ملاحظة طفرات نوعية في الإداء السياسي والإجتماعي والذي سينعكس على مجمل الحياة, وفي قمتها الأمن والخدمات.. ببساطة, الأمر لا يحتاج إلى عناء؛ إداء سياسي مناقض لما كانت تفعله سلطة الديكتاتور الغاشمة؛ فلا تخوين ولا رياء, فضلاً عن الحيلولة دون ولادة (عدي) جديد..!
لا ريب, إن ما يحدث من فضائح متتالية في عراقنا الجديد, يسير بذات الإتجاه الذي كانت تقوم عليه السلطة الصدامية, وعلى كافة الصعد, سيما السلوك الشخصي للمسؤول وذوي المسؤول!.. فمن رئيس وزراء يتحدث عبر فضائية الشعب عن بطولات نجله, مروراً بفضائح نجل وكيل وزير الداخلية (عدنان الأسدي), وصولاً إلى قضية (الطائرة المطرودة) تلبية لغنج الأبن البار لسيادة وزير النقل!..كل هذا أدى إلى إستحضار صورة رأس عصابة البعث كقرين سوء..

سجال بين فريقين عراقيين, أحدهم صار يستذكر الدكتاتور وطغيانه الرهيب على أنه مبرر طالما أقتدى به سدنة المنطقة الخضراء, وآخر لم يزل صامداً بوجه القائلين بطاغوتية الحكومة الجديدة, بما فيهم الجهات المختلفة مع لسياسة الحكومة؛ يأبون مقارنة هذا النظام بذاك, وليس مهماً رأيهم؛ فالجماهير تبحث عن إجابة للسؤال التالي: (إيهما أفضل عراقنا الجديد أم عراق الديكتاتور؟)..!
إنّ هذه الإسماء النكرة, والتي تحاول تعويض الفشل واللحاق بركب العصر, مستغلة سلطة الآباء, تقوم بتقديم شهادة حسن سلوك للنظام البعثي المجرم..جريمة كبرى ترتكب بحق العراق الجديد, أرضاً, وشعباً, ونظاماً وتاريخاً تنيره دماء الشهداء..فمن هو المسؤول عن أستحضار صدام -بعد أن رحل للمزبلته الطبيعية- كعنصر مقارنة غير القائمن على الحكم اليوم؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك