المقالات

السرقة أثواب تستر عورات الحكومة

1248 01:00:57 2014-04-02

محمد ابو النواعير

تعتمد إدارة الدول الحديثة, على مبدأ التفكير الجمعي التخصصي؛ حيث إرتبط مفهوم التطور والرقي في إدارة هذه الدول, بهذين المفهومين معا: الأفكار المشتركة, والتخصص؛ ولا يمكن لأي دولة أن تبنى أو تتطور, أو أن تلحق بركب التمدن, دون توفر هذه الشروط, فقد ولّى زمن الإستفراد بالرأي, والإلهام الأوحد, والنبوغ الأقدس للحاكم الفلتة.
وعلى الرغم من المشاكل التقنية, والأخلاقية, والإدارية, والمعرفية, والوظيفية الكثيرة, والتي تميزت بها الإدارات المتلاحقه للملف الحكومي؛ إلا أن الفساد والإستهتار بالمال العام, قد بلغ فيها مستويات, لم يسبق أن حدثت في تأريخ حكم الدول الحديثة. 
فما نقول في دولة تملك ميزانية انفجارية, ومن المفترض أنها تتعامل الآن من منطلق, روح الأنظمة الديمقراطية, والمعتمدة على التخصصات الحرفية في كل المجالات؛ نجدها تتعامل مع أهم ملف, من ملفات إدارتها, بإستخفاف وإستغباء وإستحمار, وبطريقة فجة تدل على استلاب لمفهوم الغيرة, من قلوب وعقول هذه الإدارة البائسة.
أكثر من 70 طائرة قتالية, استوردتها الحكومة العراقية من أمريكا, وعلى شكل دفعات؛ ومنذ عام 2006؛ دفع العراق مقابلها ملايين الدولارات؛ وأخيرا تم إكتشاف أنها غير صالحة للعمليات القتالية !!
أي بعد مرور أكثر من 8 سنوات (وهو عمر هذه الحكومة), إكتشف القائمون على ملف الأمن والدفاع, أن أمريكا قد ( غشتهم!!)؛ وفي رأيي أن حقيقة الأمر هي ليست كذلك؛ نعم أن الغش قد وقع, ولكنه ليس من جانب الحكومة الأمريكية, بل هو من جانب سراق العراق الجدد, القائمين على إدارة الطاقم الحكومي في العراق؛ وأقسم لكم أخوتي, أن كشف هذا الموضوع في هذه الأيام بالذات, إنما هو لخلق تصور عند المواطن, أن هناك سرقات كبيرة في عملية شراء الأسلحة!!, وقد يسأل السائل: لماذا؟ 
أجيبه وكلي ثقة فيما أقول: إن فشل الحكومة الحالية, وعلى مدى دورتين في إدارة كل الملفات, جعلها تنظر الى تهمة السرقة, على أنها سترها الواقي, من النظر الى كل عيوب جسدها الفاسد؛ لذا إتخذت هذه الحكومة وبإمتياز, من السرقة وإشهارها, كثوب تستر به عورات فشلها في إدارة الدولة؛ وكآلية ناجحة تجعل المواطن يتفاعل معها, بعيدا عن مقص السؤال الذي يمكن أن يستخدمه المواطن في محاسبتها : ماذا قدمتم لنا خلال 8 أعوام ؟!

محمد أبو النواعير- ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآديولوجيات السياسية المعاصر- كاتب ومحلل سياسي.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك