المقالات

جبهتان تتصارع في العراق

1949 2014-03-22

حيدر حسين الاسدي

صراع مرير وحرب طاحنه، تجري في الوقت الحاضر داخل الساحة العراقية قبيل الانتخابات، بين تيار يسعى لبناء الدولة العراقية، وبين أخر يسانده جيش من المفسدين والسراق الانتهازيين، ممن يجتهدون لإبقاء العراق في صراع السلطة، وتحت سلطة التصارع، للحصول على المساحة الكافية لنهب ثروات البلاد وتعطيل عجلة التقدم.
هذا باختصار ما يعيشه العراق في ظل الاستعدادات المتسارعة، لإقامة الانتخابات البرلمانية، وتشكيل حكومة جديدة، يأمل من خلالها انتشال الوضع وتغيير المسار نحو الأفضل.
جبهة "الشخصنة" وتعميم الفساد، تسعى لجعل الجميع في خانة واحدة، محاولة بذلك ان تخلق رأي عام شعبي، بأن جميع المتصدين للعمل السياسي والمترشحين، هم سراق للمال وانتهازيين وغير قادرين على إحداث التغيير! فيتحقق هدف إبقاء الوضع على ما هو عليه، وخلق ردة فعل سلبية لدى الناخب، تجعله متقاعساً عن الحضور والمشاركة، وإحداث التغيير الذي تدفع المرجعية إليه.
فيما الجبهة الثانية، لا تدخر جهداً وطاقة لتصحيح الوضع، وتحاول ان تقنع الناخب، ان ما يجري من وضع سيء، هو بسبب وجود أناس غير مناسبين وصلوا الى مواقع غير مناسبة، في ظروف استثنائية، مكنتهم من السيطرة على مفاصل مهمة، مستغليها لصالحهم الشخصي، تاركين المواطن صاحب الحق والسلطة، خلفهم يتذوق مرارة العيش وظلم ذوي القربى وضياع الحقوق.
العراقيون مشتتون في تفكيرهم بين الجبهتين، فجبهة تسعى الى بناء الدولة العصرية المتطورة العادلة، وجبهة تدعو الى دولة القانون الذي نفتقده في مفاصل حياتنا، الجبهتان تدعيان إنهما في طريق تأسيس متبنياتهم، لكن النظر بعقلانية، وتجرد من العاطفة، يوضح أي الجبهتين أفضل.
وضعنا لا يتحمل دماء تراق، وأرواح تزهق في طريق التمسك بالسلطة، خصوصاً ان مرجعيتنا الرشيدة وضعت الخطوط العامة لتصحيح المسار، ودعم خط بناء الدولة في مواجهة خط بناء السلطة، وهي تساند وتدعم التغيير، من اجل إيقاف عجلة التراجع التي تجاوزت خط الشروع باتجاه الخلف، فيا ترى هل استوعب الناخب الدرس وقرر التصحيح؟ أو ما زال مصراً على عدم الفهم غالقاً عينيه؟ جالساً ينتظر اليد الخفية التي ترسم له واقع أفضل، والتي لا أجدها مقبلة في يومٍ من الايام.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك