المقالات

رفقاً بــ (أصخيل)..!

1690 2014-03-09

محمد الحسن

لا يختار الإنسان قدره؛ فيولد في عائلة لا دخل له بإختيارها, ويسمى بإسم إصطفاه له غيره, هكذا هي الحياة.. في أحيان أخرى, يعيش الإنسان بسيطاً قانعاً بما هو عليه وكما يقال "لا ضرع فيحلب ولا ظهر فيركب"؛ غير إن الصدفة أو (القسمة) تصدّر أسمه إلى الواجهة حتى وإن كان تحت الثرى؛ فيتدخل (الفوتوشوب) ليعمل له هيئة جديدة, كما فعلها مع (حسين) الذي أتخذه صدام والداً..!

لم يكن المرحوم (أصخيل) سوى فلاحاً بسيطاً, تزوج زواجاً كلاسيكياً لينجب أبناءاً وأحفاداً, صار أحدهم صهراً لرئيس وزراء جمهورية العراق في عصر ديمقراطي جداً. كل هذه الأحداث جرت بعد رحيل (أصخيل) إلى الدار الآخرة, ولم تزل تجاعيد النسيان تلّف ذلك الأسم إلى وقت ليس ببعيد..دورة ثانية لرئيس الوزراء, والد المبجلة (إسراء)؛ تغير معها كل شيء, فلم يبق (أصخيل) ذلك الإنسان البسيط الذي يرقد بسلام في قبره؛ إنما تحول إلى أسم ملأ الدنيا وشغل العراق..مؤسسات حفيده ترى النور مع قرب الموسم الإنتخابي, وصور الحفيد تنتشر في كل مكان.

بالطبع ليس لإسم الجد دخل في ما وصل إليه الحفيد؛ بل هي المصاهرة التي صيّرت من (أبي رحاب) وجده أرقاماً في عراق الأمبراطوريات الساذجة.. الموضوع أخذ بعداً آخراً؛ فالرجل البسيط, يتحول إلى شرير تطوله لعنة الشعب المكتوي بنيران الإرهاب والفساد الذي تختزله سلطة صهر الرئيس..

في الولاية الثالثة, ستكون ولادات كثيرة تحمل هذا الأسم, تيمناً وتبركاً؛ بيد إن اللاعنين سيتكاثرون, فلن يتغير شيء طالما بقي صاحب السلطة وأذرعه المشلولة..كل إنفجار, وفضيحة, وتردي خدمي أو كهربائي, سيكون الملجأ الوحيد للتعبير عن المأساة, هو (اللهم العن أصخيل وخلفته)..قد يكون الرجل بريء مما يسرقون..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك