المقالات

ماذا سيحل بالغرب وامريكا اذا فتحت ايران اراضيها لقواعد عسكرية روسية ( الجزء الثاني )

1648 2014-03-07

حسن الراشد


ولعل بيان وزارة الخارجية الروسية في خصوص التدخل الغربي في اوكرانيا كان ابلغ من اي كلام اوروبي في هذا الخصوص حيث قال :
ان «موقف موسكو يبقى ثابتاً وشفافاً» مشيراً إلى أن «أوكرانيا وإن كانت مجرد منطقة للعبة جيوسياسية لبعض السياسيين الغربيين فإنها بلد شقيق بالنسبة إلى روسيا يرتبط بها على مدى قرون». 
ومن هنا ايضا فان موسكو واعية جدا للعبة الغرب في اوكرانيا ولا يمكن لها ان تتنازل عنها حتى وان دخلت حربا كونية من اجلها لانها تعتبرها ليست فقط خاصرتها الرخوة كما يقال بل انها العمق التاريخي لها على مدى قرون وكما قلنا فان للروس اوراق قوية جدا لا تستطيع امريكا والغرب تجاهلها وتضاف اليها ورقة ايران كموقع جيوسياسي وايران كملف نووي ..
وهنا يطرح السؤال التالي ماذا لو توجه الروس نحو ايران وطالبوها ضمن التعاون المشترك بعقد معاهدة عسكرية وامنية موسعة مشتركة بين البلدين تقوم طهران بموجبها فتح موانيئها وبعض المناطق الاستراتيجية لموسكو لاقامة قواعد عسكرية لها تحت اشراف ايراني وروسي ؟
ماذا لو علقت روسيا عضويتها في مجموعة 5‪+‬1 وفكت الحصار عن ايران وبدأت بتعاون اقتصادي ودفاعي معها وتزويدها باحدث الاسلحة الهجومية والدفاعية ؟
لن يستبعد المراقبون ان تقوم ايران وروسيا بمثل هذه الخطوات خاصة وان بعض التقارير يتحدث عن وجود غرفة عمليات مشتركة ايرانية روسية لادارة الازمات في المنطقة وان الطرفين على مقربة من عقد معاهدة استراتيجية هي الاكبر من نوعها في تاريخ المنطقة تكون لها ارتدادات على المستوى العالمي تستفاد منها الدولتان حيث من ناحية تمنح هذه المعاهدة لروسيا قواعد عسكرية في موانئ مهمة مثل ميناء بندر عباس المطلة على بحر العرب باتجاه المحيط الهندي وفي ميناء بوشهر في الخليج الفارسي وفي الشمال والشرق وبذلك تفك روسيا حلقة الحصار الاطلسي عليها وفي نفس الوقت تفك ايران من الحصار المفروض عليها من قبل الغرب .
وقد تحدثت التسريبات عن ان الايرانيين والروس فعلا قاموا بتطبيق تجريبي لهذا الامر من خلال زيارة البوارج الحربية الروسية لموانئ بندر عباس في الشهر الماضي حتى ان بعض المراقبين لم يستبعدوا ان يكون قد ناقش المعاون الاول في الخارجية الايرانية في زيارته لموسكو في الاسبوع الماضي الملفات المذكورة وخاصة القواعد لروسيا في ايران والتي تعني ان الروس قد وصلوا الى المياه الدافئة وان الغرب لن يملك من اوراق ضغط لمنع مثل هذا التحول الذي يجعل من روسيا وايران الاول واكبر مصدر لطاقة في العالم وذات هيمنة على الممرات المائية المهمة في الشرق الاوسط واسيا!
فماذا عسى الغرب وامريكا ان تفعل خاصة وان امريكا هي بحاجة لكل من ايران وروسيا لمحاربة التطرف والارهاب الوهابي والتنظيمات القاعدية التي صارت تشكل كابوسا للعواصم الاروبية خاصة بعد ان تضع الحرب في سورية اوزارها .
ونعود الى السؤال الاول : ماذا سيحل بالغرب وامريكا اذا ما اقدمت ايران فعلا على منح روسيا قواعد عسكرية على اراضيها وعقدت معها معاهدة استراتيجية في هذا الخصوص تمتد لعقود ؟
لا شيء سوى المزيد من الخسارة والانكسار واضمحلال نفوذهم وانهيار اقتصادهم .
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك