المقالات

رحيل القائد العاشق


حسن الربيعي ||

 

بقلب هادئ ونفس مطمئنّة، وروح فرحة، وضمير يأمل فضل الله أستأذن الأخوات، والأخوة لأرحل عن خدمتكم إلى المقرّ الأبديّ..

بهذه الكلمات الرقيقة التي تفيض حباً وحناناً ودّع القائد العاشق أنصاره ومحبيه، بعد أن زرع الأمل في قلوب المؤمنين، والمستضعفين، وأنبت الشجرة الطيبة بأرضهم، وحقق حلم الأنبياء بإقامة حكم الله، وشريعته السمحاء وأسس الجمهورية الإسلامية في ايران، ومهّد لظهور خاتم الأوصياء الامام المهدي عليه السلام ودولة العدل الإلهي، وأعلن للعالم ان فترة التيه والتخبط والضياع شارفت على الانتهاء، وان نور الرسالة المحمدية سينتشر في كل بقاع الأرض بإذن الله.

لقد اثبت هذا القائد العظيم قدرة الانسان على التغيير عندما يستخرج مكنون القدرة التي أودعها الله في كيانه، ويسلك الطريق السليم والسبيل القويم، فلا يكفي ان تكون معتقداً بالحق، او تحمل فكراً نيّراً، او تعيش أملاً، بل لا يكفي أن تكون مع كل ذلك حراً، فلابد أن تكون فطناً وبصيراً بالمرحلة التأريخية لعصرك، وأن تكون مقداماً وشجاعاً لتجسد روح العقيدة في زمانك، وهذا كله كان عند الإمام الراحل الذي علا فطوى مراحل العلم والتنظير، وتعمق ببواطن العشق والعرفان، فنشر راية الحق المبين، وأخذ على عاتقه مسؤولية قيادة أعظم ثورة في التاريخ المعاصر، واطاح بأكبر القواعد الاستراتيجية الغربية في منطقة غرب آسيا، ومحيطها، رغم قوة أميركا وهيمنتها ونفوذها، ودعمها للنظام المتسلط على حكم ايران، ودعم أغلب دول العالم وتأييدها لهذا الحاكم الظالم، لكن الله الواحد الأحد أنجز وعْده ونصر عبده وأعزَّ جنده وهزم الاحزاب وحده، فَلَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْد على نصره وتسديده.

لم تكن الثورة الإسلامية مجرد حادثة داخلية قادت الى تغيير النظام السياسي، بل كانت زلزالاً مدمراً للاستكبار، وقوة استثنائية غيّرت مسار التأريخ، وأعادت رسم الخارطة السياسية والفكرية والعقائدية والثقافية للعالم.

ان الثورة الإسلامية اليوم شجرة ضخمة وصلبة لا يستطيع طوفانٌ أو إعصارٌ اقتلاعها، كما وصفها سماحة السيد القائد الخامنئي رعاه الله.

فسلام على روح الله الخميني في ذكرى الرحيل، وجعل الله روحه مع السعداء والفائزين بجنة العاشقين.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك