المقالات

لا عودة لدائرة التيه من جديد..!


الاعلامي صبيح المرياني ||

 

لم تأتِ حالة الاستقرار النفسي التي يعيشها أغلب أفراد المجتمع العراقي هذه الايام من فراغ ، بل هي وليدة تجارب صعبة مرت على بلدنا الحبيب ، وعلى الرغم من أن هذا الاستقرار النسبي ليس بمستوى الطموح إلا أنه على أقل التقديرات ولَّدَ ارتياحا نفسياً كان اغلبُنا يتوق إليه ، خصوصا بعد الأحداث التي رافقت فترة حكومة السيد عادل عبد المهدي ، وكيف أصبحت الحياة خلالها معطلة في اغلب مناطق جنوب العراق ووسطه ، بل كانت ساحة للصراعات وعدم  الاستقرار الامني ، وما تلى تلك الفترة من سلوكيات لحكومة الكاظمي ذات الصبغة الفيسبوكية والتي مازلنا نحصي نقاط خيبتها لحد الان  ، اليوم وبعد تولي المهندس محمد شياع السوداني دفة الحكم في البلاد رافعا شعار البناء والخدمات ، فهو  يحتاج المساندة الوطنية الحقيقية من الجميع ، بدءأً من فريقه الوزاري الذي يجب أن تكون همته ودافعيته نحو الانجاز بمستوى الهمة والدافعية التي يتحرك هو بها ، وليس انتهاءً بمكونات الاطار الاستراتيجي الداعم لهذه الحكومة ، والذي تقع على عاتقه مسؤوليات كبيرة تجاه جمهوره الذي سانده مساندة حقيقة يستحق عليها أن يضحي قادة الإطار بكل ما يمتلكون من أجل هذا الجمهور ، فلابد أن يرتقي التفكير الحزبي لمكونات الاطار الى مستوى أكبر من دائرة الحزب أو الحركة الى دائرة الاطار ككل ، ليشكلوا كتلة واحدة عليها من المسؤوليات ما يحتم على قادة الإطار الوقوف مع السيد السوداني وتعزيز النجاحات التي حققها في الفترة القليلة الماضية من حكومته.

وعلى الجميع الاعتبار من التأريخ ومقارنة الوضع الحالي للبلاد مع الوضع في السنوات السابقة ، والابتعاد عن الخلافات الداخلية التي يمكن أن تستثمر من أعداء العراق ، والعمل بسياسة الاحتواء ، فكل عراقي ، أياً كانت ميوله واتجاهاته ، له الحق في العيش بكرامة وسلام ما دام يؤمن بالتعايش السلمي واحترام الآخر.

الفرصة مازالت متاحة أمام تحقيق ما لم يتم تحقيقه منذ عام 2003 ولحد الان ، والجمهور اصبح اكثر وعيا ونضجا من السابق ، واصبح قادرا على اتخاذ القرار في توجيه البوصلة باتجاه من يحقق له أحلامه وطموحاته ، وإبعادها عن من يعود به الى دائرة التيَه التي لا يريد الوقوع بها مرة أخرى.

 

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك