المقالات

الجمعة ويوم القدس، وحدة هدف..


کوثرالعزاوي ||

 

جاء أعلان الإمام الخميني اعتبار آخر جمعة من شهر رمضان يومًا للقدس كونه على حدّ قوله: { يوم الإسلام، بل يوم حياة الاسلام، يوم امتياز الحق عن الباطل، يوم امتياز المنافقين عن المستكبرين، ويوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين}.

فليس بدعًا من القول اختيار الإمام الخميني آخر جمعة من رمضان يومًا للقدس العالمي، إنما فيه من الهدف والحكمة والدراية والتشخيص لما تؤكد الروايات بأنّ الصيحة الجبرئيلية الملكوتية الإعجازية إنما تحصل في ليلة القدر من من شهر رمضان وتوافق ليلة جمعة أيضا في اي من الأعوام يشاء الله تعالى ويقدّر! إضافة الى ذلك، أن اعتبار القدس الشريف إحدى المحطات الرئيسية لحركة صاحب العصر والزمان"عجل الله فرجه" ففيه ينزل الإمام الموعود"عجل الله فرجه" كما ورد عن أبي سعيد الخدري عن النبي"صلّى الله عليه وآله وسلم": {يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، يُنزل الله له القطر من السماء، ويُخرج له الأرض من بركاتها، تمتلئ الأرض منه قسطًا وعدلاً كما ملئت ظلمًا وجورا، وينزل بيت المقدس} وهناك في هذا المكان المقدّس ينزل السيد المسيح عليه السلام ليصلّي خلف صاحب العصر والزمان"عجل الله فرجه الشريف" معلنًا بذلك ولاءَهُ وأتّباعَهُ لقيادة الإمام "عجل الله فرجه الشريف"

ولعلّ هذا الأمل قد انعقد في قلوب المؤمنين عقيدة ثابتة " إنما أمره بغتة" فتخيّلوا زخم الجماهير وهي تُحيي يوم القدس وإذا بالنداء السماوي يزلزل العالم ببضع ساعات!! وحينئذٍ ستكون ثورة جماهيرية عالمية للمنتظرين، ومن الحكمة ايضا لاختيار آخر جمعة من شهر الله، إنما هو ناظر الى تلك الروحية التي يؤججها ذلك الشهر في نفوس التوّاقين الى تطبيق العدل وقوانين السماء في ظل حكومة إلهية اساسها التوحيد، بلا شك أن الناس يستشعرون مظلومية الشعوب

المستضعفة في العالم سيما الشعب الفلسطيني وفظاعة انتهاك حرمة بيت المقدس وتدنيسه، كل ذلك وأكثر يجعل من هذا العمل العبادي في كل عام تمهيدًا لذلك اليوم الموعود، ولأنّ قضية القدس عنوانًا لحرب المستضعفين ضد الإستكبار العالمي فلابد من الدعم، لا سيما بعد تلك الأحداث المروعة التي أحدثها الصهاينة ضد الشعب المسلم في فلسطين وضد المسجد الأقصى الذي احتلوه واحرقوه وعبثوا بمحتوياته، وأفسدوا فيه واعتدوا على المصلين، كما حاولوا أكثر من مرة هدمه وبناء الهيكل المزعوم عليه، ومن هذا المنطلق العقديّ يقف الكثير من المسلمين موقف الناصر والعون بكل روح الدعم والجهوزية، ومن قد تجلّت حكمة الربط بين يوم القدس ويوم الجمعة المتوقّع فيه ظهور الحجة والفرج للمؤمنين على يديه وقتل الكافرين بسيفه، كما ورد في زيارته "أرواحنا فداه"

وهذا بلا شك يتماشى وثقل رسالة المسلم الذي يرفض الظلم والطغيان عندما يقف عند حدود تكليفه! فكان يومًا عالميًا للقدس وليس يومًا عربيًا أوإسلاميًا شيعيًا فحسب،إنما يمثّل أكبر حدث عالميّ قد جمع الأمة العربية والإسلامية في بوتقة الدفاع عن المقدسات، وكل الظروف تسير نحو منازلة كبرى بين جبهة الحق وجبهة الباطل، فيُهزم لامحالة معسكر الشر ويعود الإسلام غضًّا قويًا وستتحطم عند اعتابهِ حصون التحالفات الباطلة،

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ، بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ} القمر ٤٥-٤٦

 

 

٢٣-رمضان١٤٤٤هج

١٤-نيسان٢٠٢٣م

 

ـــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك